قال الكاتب فريدريك هوف -في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية- إن الولايات المتحدة لم تتدخل في الأزمة السورية المتفاقمة حرصا من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على التوصل لاتفاق النووي مع إيران.
وأشار الكاتب إلى أن التدخل الأميركي لوقف قتل المدنيين كان سيعقد الأمور أمام جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها رجل إيران في سوريا الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن التدخل الأميركي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر، وقال إن هذه المفاوضات تهدف نهاية المطاف لتمييع علاقات الثقة والاطمئنان بين الولايات المتحدة والقوى الإقليمية الرئيسية بالمنطقة مثل السعودية وتركيا ومصر وإسرائيل.
وقال هوف إنه يبدو أن البيت الأبيض تحايل على مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية “الفقاعة” من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ولإيجاد مساحة لأميركا لفصل نفسها عن تحالفها القائم مع الرياض وأنقرة والقاهرة وتل أبيب.
أمن قومي
وأشار الكاتب إلى أن بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي كشف عن أن وجود الولايات المتحدة في سوريا ما كان سيجعل الأمور أفضل، وأن العبرة يمكن أن تؤخذ من عملية غزو العراق.
وقال أيضا إن هذا ربما يمثل عذرا رسميا لعدم قيام الولايات المتحدة بحماية المدنيين السوريين الذين تعرضوا للقتل بالآلة الحربية والبراميل المتفجرة التي يقصفهم بها نظام الأسد على مدار سنوات الحرب الماضية.
وأضاف هوف أن هذا العذر الرسمي يفتقر إلى عنصر الحقيقة، فالسنوات العشر التي أمضتها أميركا بالعراق لم تثن إدارة أوباما عن حماية الأكراد السوريين من مجزرة كان سيقترفها بحقهم تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود مع تركيا.
وأشار إلى أن الكارثة الراهنة التي تعصف بالعراق لم تمنع القوات العسكرية الأميركية من حماية الإيزيديين بالبلاد، وأن الفشل بالعراق لم يوقف إدارة أوباما عن إقامة وجود عسكري أميركي على الأرض لمواجهة تنظيم الدولة بكل من العراق وسوريا.
واختتم الكاتب بالقول: سيحتاج خلفاء أوباما وبن رودز إلى أناس متمرسين وذوي خبرة في السياسة الخارجية من أجل إصلاح الضرر الذي تسببا به لبلادهما وللمنطقة برمتها.
مركز الشرق العربي