جاء في مقال الصحيفة:
أجرت خمسة أفواج من منظومات الصواريخ المتنقلة المزودة بصواريخ “توبول-إم” و”توبول” و”يارس″ خلال الأسبوع الجاري تدريبات على مسارات حركة تنقلاتها من مقاطعة تفير إلى اقليم ألتاي. كما أجرت مراكز قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية تدريبات على إدارة وتوجيه القوات في حال نشوب نزاع ما باستخدام الأسلحة التقليدية وغير النووية.
وجاء في البيان الصادر عن وزارة الدفاع الروسية، أن “الهدف من التمارين القيادية هو التدرب على ضمان عمل قوات الصواريخ الاستراتيجية المتنقلة في مختلف الظروف وقدرتها على البقاء لتنفيذ مهماتها في الوقت المناسب خلال العمليات القتالية بالأسلحة التقليدية”. أي بمعنى آخر – المحافظة على قدرة قوات الصواريخ الاستراتيجية على توجيه ضربة نووية انتقامية إلى العدو في حال تعرض روسيا لهجوم مباغت لا تستخدم فيه الأسلحة النووية من قبل القوات العسكرية التقليدية.
كما تدربت هذه القوات على كيفية ردع الهجمات بالأسلحة فائقة الدقة، التي تستخدم عادة في تدمير أسلحة العدو، وخاصة أن احتمال وقوع مثل هذه الحالات وارد، وأن قوات الناتو التقليدية هي أضعاف مثيلاتها في روسيا، ويزداد تمركزها على حدودها.
كذلك، تدربت قوات الصواريخ الاستراتيجية على كيفية إخراج منظومات الصواريخ من مخابئها ونقلها إلى مواقع ميدانية، وتغيير هذه المواقع وكيفية إخفائها، وغير ذلك من المتطلبات التي قد تنشأ خلال المعركة. وأهم هذه التدريبات تركزت على كيفية ردع الهجمات البرية للعدو على قواعد إطلاق هذه الصواريخ؛ حيث تدربت تشكيلة خاصة مهمتها الكشف عن وحدات العدو التخريبية، ثم القضاء عليها، مستخدمة في ذلك سيارات النقل المدرعة “تايفون-إم” الخاصة بمكافحة المجموعات التخريبية، والتي تزود بأجهزة طيران من دون طيار.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن منظومات صواريخ “يارس″ مزودة بأجهزة قتالية توسع من إمكانياتها في تجاوز الخطوط الدفاعية للعدو. كما أن أنواع منظومات الصواريخ المتنقلة كافة عند قيامها بمهام الحراسة من الصعب على العدو اكتشافها.
وبحسب قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية، الفريق أول سيرغي كاراكايف، سوف تشكل هذه الصواريخ نصف تشكيلات الصواريخ الاستراتيجية بحلول عام 2021.
وبشكل عام، فإذا تمكنت وحدات عسكرية معادية من التوغل بسرعة في عمق الأراضي الروسية واكتشاف مواقع منظومات هذه الصواريخ، فقد وضعت القيادة خطة شاملة لحمايتها من أي إصابات مباشرة.
ويمكن القول إن القوات الروسية تتأهب لردع أي هجوم على البلاد من قبل قوات الناتو التقليدية. علما أن هيئات أركان قوات الناتو بدورها تدرس هذه المسألة. ولكن عليها أن تعلم أن هنا في روسيا من يتدرب على سيناريو الرد على هذه الهجمات باستخدام ضربات نووية انتقامية توجه نحو مراكز القيادة في بلدان الناتو كافة.
مركز الشرق العربي