لم تستطع “أم هلال” (41 عاماً) من مدينة إدلب أن تحبس دموع الألم واللوعة، واكتفت بالدعاء قائلة “الله يفرجها.. من يوم يومه النظام مالو عهد ولا ميثاق.. انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق وما أفرج عن زوجي يلي عفن من سنين.. ضحكوا علينا بالافراج عن معتقلين حديثي الاعتقال، لله وحده المشتكى”.
في الرابع من نيسان، بدأت الأطراف تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق المدن الأربعة، تعثر الاتفاق بعد إخلال المفاوض الإيراني وميليشيات حزب الله، بما يخص أعداد المسلحين المفترض خروجهم في الدفعة الأولى، بالإضافة لرفع قوات النظام للمعارضة بسقف مطالبها بالإفراج عن معتقلات من القرى والبلدات في محيط بلدتي كفريا والفوعة.
بخطوات مسرعة خرجت “أم هلال” بعد سماعها صوت إطلاق عيارات نارية مكثفة فرحاً بقدوم المهجرين الجدد وسلامتهم بعد مغادرة أراضيهم لمركز الإيواء الملاصق لمنزلها، وبفرحة شاركت دموعها صرخت قائلة “الحمدلله.. آه يا ريت نفرح كمان بتبييض السجون”.
120 معتقلاً خرجوا لمناطق سيطرة المعارضة في إدلب، من أصل 750 معتقلاً أفرج النظام عنهم ضمن اتفاق المدن الأربعة، أما اللافت في الأمر الذي أثار غضباً شعبياً في مناطق سيطرة المعارضة، ومن بينهم شاهدنا “أم هلال” أن غالبية من أفرج عنهم النظام السوري، هم من المعتقلين الجدد الذين لا تتجاوز مدة اعتقالهم الشهر.
عشرات القتلى سقطوا في تفجير الراشدين، غالبيتهم من قوات المعارضة، بدأت الأطراف بتبادل الحافلات بعد التفجير على الفور، ليدخل فيما بعد خمسة آلاف من بلدتي كفريا والفوعة إلى مناطق سيطرة النظام السوري .
ومن مضايا وبقين 2300 شخص لمناطق سيطرة المعارضة
أما عن الجزئية الثانية من المرحلة الأولى بدأت بإخراج ثلاثة آلاف شخص من بلدتي كفريا والفوعة، ومبادلتهم بمن تبقى من عناصر المعارضة وعائلاتهم في مدن وبلدات ريف دمشق الغربي في كل من سرغايا والزبداني والجبل الشرقي
أفرغت مدن وبلدات ريف دمشق الغربي من المعارضة وذاك تحت سيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني، وانتهت الأطراف من تنفيذ المرحلة الأولى، لكن دون أن يفرج النظام عن معتقلي قرى البلدات المحيطة ببلدتي كفريا والفوعة في حين كان الإفراج عنهم شرطاً لاستكمال المرحلة.
تربت جارة “أم هلال” على كتفها قائلة “ليس زوجك الوحيد يعاني الظلم .. آلاف المعتقلين في أقبية النظام بحاجة للدعاء المتواصل.. و للمزيد من مبادرات التبادل والاتفاقات.. ويبقى الأسعد من كان حياً يرزق حتى الآن”.
تنتهي مرحلة ليبدأ الاستعداد للمرحلة الثانية من الاتفاق والتي من المفترض أن تبدأ في الرابع من حزيران/ يونيو المقبل، كل ذلك ينصب في إطار سلسلة ومراحل تتوالى من خطة تهجير ديمغرافي ممنهجة فرضت على المدنيين العزل.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد