أسد عبد الكريم القصار – المركز الصحفي السوري
العلوين والسنة .. السنة والعلوين .. موقف العلوين السلبي تجاه الثورة.. مساندة العلوين للنظام . مجموعة من الجدليات كانت ومازالت تطرح .. منذ ان صرخت الحناجر: حرية، ومنذ ان سأل احدهم السؤال القمعي الاول: بدكن حرية ؟ الى يومنا التعيس هذا.
حين يتحدث الكتاب والصحفيون عن إثر الطائفية في سوريا يتجاهلون بقصد او بغير قصد كونها غدت ثقافة اجتماعية أكثر من كونها معطى له تأثيره. يحاولون النقد بغرض التغيير والتنوير وذلك من خلال تكرار الحديث عن تواجد شرائح واسعة من المكون السني تؤيد النظام , متواجدة في كل من : الحكومة والجيش والاستخبارات وقطعان ما يسمى الحرس الوطني ناهيك عن ان المؤسسة الدينية السنية الرسمية الاكبر (دار الافتاء)… كانت وما زالت تدين بالولاء للأسد وبالتالي فليس من الانصاف الحكم بشمولية على طائفة بأكملها بالخيانة او الموت وان معيار الثورية من عدمها لا يحدده الانتماء الى طائفة او اخرى .. الخ .
بات هذا الكلام مملا … اليس كذلك؟
وان كان فيه الكثير من المنطق والعقلانية .. لكننا شعب يعشق الأكشن ( الاثارة ) !! .. نعم الاكشن لا تستغربوا .. في جيناتنا تركيبة غريبة عجيبة تستجيب حواسنا بموجبها للإثارة و”الفعفطة” لتجعلنا في وضعية : ( عليهم يالربع)!! دونما ادنى تفكير او تحمل للمسؤولية لما قد يتبع ذلك من اضرار بثورة قدم شعبنا فيها لحمه ودمه وقودا لها.
الاستاذ فيصل القاسم مقدم برنامج الاتجاه المعاكس … عراب الاكشن السوري بامتياز … علامة فارقة في عالم الاثارة .. حلقته الاخيرة دفعت بمئات الآلاف من السورين الى تناول الموضوع الطائفي وجدلية موقف الطائفة العلوية من الثورة .. بطريقة مقرفة شوفونية فاشستية عنصرية لا حضارية .. بعيدة كل البعد عن مبادئ الثورة وقيمها ومصالحها … تعلمون جيدا ان هذا التعاطي ليس بجديد .. شهدت .. وشهدتم انتم الكثير الكثير من الاقلام التي تتناول موضوعا حساسا كهذا دون ادنى مسؤولية .. ولكنها كانت اقلاما خجولة .. اليوم وبعد تلك الحلقة .. اصبح ( الردح الطائفي ) مقبولا للاذن والعين والعقل الجمعي لدى ابناء شعبنا وجمهور ثورتنا .
وعليه .. وتماشيا مع ميول شعبنا ونزوعه الى الطائفية .. وانبثاقا من مقولة المناضلة فيفي عبده ( الناس عايزة كدة !!) اجد من المنطقي جدا … ان نقطع بان كل العلويين ضد الثورة … ولنسارع ل : كبهن بالبحر!!! فلقد مل شعبنا من تنميق الكلام والحديث عن اللحمة الوطنية واللحمة البلدية والهوية الوطنية … فلنرمي بهم في البحر … مرة واحدة … ولنستريح … اليس كذلك؟
أراهن بما تبقى من سنوات عمري البائسة ان هذا الحل المثير اللاعقلاني قد يلاقي استحسان مئات الالوف او الملايين.
ولنفترض جدلا حدوث ذلك … اننا استطعنا ان نرمي كل العلويين في البحر … لانهم ضد الثورة .. فهل ستنتهي بذلك مأساة شعبنا وتنتصر ثورتنا؟
كم من فصيل وتنظيم مسلح وكيان سياسي صعد على كتف المتظاهرين وسرق ثورتهم وقتل وذبح وسرق وشرد ونكس علم الاستقلال رمز ثورتنا الذي استشهد تحته الالاف … ماذا سنفعل بكل هؤلاء … هل سنلقيهم في البحر ايضا ؟ ام اننا سندبر لهم (تخريجة ) او فتوى او عذر باعتبارهم من ال (جماعة) كما نفعل دوما ؟؟
ان ما يمر به وطننا من انتشار وتكريس لثقافة الطوائف والتطوف .يجب ان يدفع الجميع الى الوقوف وقفة مسؤولة تجاه الله والوطن والشعب وان نفكر بحل جدي للشرخ الذي حصل بين ابناء الوطن الواحد وان نيقن انه من الاستحالة ان تلغي مجموعة بشرية مجموعة بشرية اخرى وخصوصا ان كانت المجموعتين تنتميان الى وطن واحد وجذر واحد .. التاريخ يروي الكثير من محاولات الالغاء الفاشلة … ولكننا توقفنا عن القراءة منذ زمن.