مع أن التعليم في تركيا بدأ عام 2013 بداية خجولة في بعض المراكز التي تسمى بالمدارس، وبعضها كان في المساجد إلا أن الوضع تطور بعد تبني بعض الجمعيات والمنظمات التي تسعى الحكومة التركية جاهدة لتحويلها من مؤقتة إلى دائمة، فشكلت شعباً ضمن وزارة التعليم والتربية التركية وفي جميع المحافظات تعنى بشؤون التعليم السوري وترعاه أسوة بالدول الأوروبية.
وفي لقائنا مع السيد “عامر النمر” رئيس مجلس جمعية النهضة العلمية في تركيا وعضو هيئة وفد المتابعة، المهتمة بملف تعليم السوريين في تركيا بالتعاون مع وزارة التربية التركية أشار إلى أن الحكومة التركية سرعان ما استفاقت على واقع التعليم السوري وخاصة الإيديولوجيات التي كانت تستخدم في التعليم حيث ظهرت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة التي استطاعت بخبرة وزيرها في تلك الفترة أن تحصل على اعتراف بالشهادتين الإعدادية والثانوية اللتين تم تعديلهما في معظم الدول وخاصة دول أصدقاء سوريا.
وأكد النمر أن الطلاب الذين درسوا في مدارس الحكومة المؤقتة المدعومة من قبل منظمات دولية استطاعوا دخول الجامعات التركية مضيفاً أن الخطوة اعتبرت قفزة نوعية وتقدما استراتيجيا من حيث كمية التعليم وليس النوعية، بل كانت النوعية تفتقر إلى الخبرات وخاصة بعد النزوح الذي حصل داخل تركيا؛ فبعض الخبرات كانت تنزح وتنتقل من ولاية إلى أخرى وهذا ما تسبب في عدم توازن العملية التربوية على حد قوله.
وحول سؤالنا عن أهم الخطوات التي مر بها التعليم المؤقت في تركيا أجابنا قائلاً ” في نهاية عام 2014 وبداية 2015 تبنت الحكومة التركية موضوع التعليم؛ لتخلصه من إيديولوجيات المنظمات التي كانت ترعى التعليم حيث إن وزارة التعليم والتربية في الحكومة المؤقتة استلمت مهمتها المفروضة إدارياً وهي التعليم أما التبعية المالية فقد بقيت للمنظمات التي كانت تدعم التعليم وتفرض بعض الإيديولوجيات التي لا تتناسب مع سياسة الحكومة.. ومن هذا الجانب انطلقت الحكومة التركية في دعم التعليم وإدخاله بشكل رسمي ومنظم إلى النظام الإلكتروني الذي يتبع وزارة التربية والتعليم ويسمى “اليوبس” الذي يمكن لأي طالب مسجل في أي ولاية أن يظهر في النظام المركزي للموقع.. طبعا سجل فيه حتى اللحظة 330 ألف طالب موزعين على 220 مركزا، يدرّس فيه 11300 معلم حتى اللحظة مُسجلين في نظام “يوبيس” الذي يتبع إلى وزارة التربية والتعليم التركية”.
واستطر قائلاً: “الوزارة تتبنى التعليم وهي من يصدر القرارات والمدارس السورية لا ترتقي حتى الآن إلى مستوى المدارس لذلك هي مراكز تعليم مؤقتة”.
وحول سبب عدم وصفها بالمدارس يقول النمر: “تتخوف الحكومة التركية من النعرات القومية التي قد تحصل إن سميت بالمدارس لذلك تدعى بمراكز التعليم المؤقت”.
وعن الأخطاء والتجاوزات التي شهدتها مراكز التعليم المؤقت في تركيا يحدثنا رئيس جمعية النهضة العلمية قائلاً: “هذه الأخطاء نتيجة العشوائية والفوضى التي نتجت عن الحرب؛ فالمعلمون غير مؤهلين للعمل التربوي بعد تبعات الحروب والخبرات السورية غير جاهزة للقيام بالعملية التربوية, ووزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة لم تكن قادرة أيضاً على القيام بواجباتها؛ لضعف الإمكانيات حتى إن هذه الأخطاء حصلت بعد تبني الحكومة التركية لهذا الجانب التربوي، لذلك حصلت -وتحصل ويمكن أن تحصل في المستقبل – بعض التجاوزات؛ فهي مرحلة انتقالية مؤقتة”.
ويرى أن تجربة ولاية أورفا تعد تنظيماً متجدداً حيث أقامت شعبة تعليم مدى الحياة نقلة نوعية بما يخص انتقاء المعلمين حيث جرى اختبار فعلي حصل بموجبه المدرسون على حقوقهم وبعض الشهادات المزورة وعددها 280 شهادة تم اكتشافها ولم يكن لها نصيب من الاختبارات لذلك لم ينجحوا أبداً ولن يتعينوا في المرحلة القادمة وبناء على تجربة نتيجة تواصلي مع مدراء الشعب في المحافظات شكلت لجان في كل الولايات التي يتبع لها مراكز تعليم مؤقت ستقوم بواجبها في الشهر التاسع هذا العام بعد انتهاء دورة المعلمين في قونيا سيتم اختيار المعلمين وفق لجان وليس عشوائية كما كانت تعتمد على مزاج المنسق التركي.
ويشير النمر إلى أن الحكومة التركية عينت مستشارا خاصا لملف السوريين التعليمي ورؤيته واضحة في هذا المجال إن التعليم للسوريين سيكون دائما وليس مؤقتا، حيث سيحصل السوريون على شهادات معترف بها دوليا ترتقي إلى مستوى الشهادات التي يحصل عليها الطلاب في كل دول العالم؛ كونه حق للسوريين.. مؤكداً قرب موعد نقل الطلاب تدريجيا إلى المدارس التركية مع المحافظة على مادتي اللغة العربية ومادة التربية الإسلامية وهما أساسيتان أثناء تدريس المنهاج التركي والمواد الباقية لغات موحدة.
أما فيما يخص المعلمين القدامى ينوّه النمر إلى أن للمعلمين القدامى دور في العملية التربوية لكن يحتاج إلى وقت فالأمور دخلت في إطار التنظيم والكادر الجديد الذي عين في الوزارة يعمل ليل نهار على هذا الجانب التنظيمي للعملية التربوية، فقد بدؤوا منذ أيام بالقيام بدورات تأهيل وتدريب للمدرسيين في قونيا وسيشهد التعليم تطورا استراتيجيا سيغير واقع السوريين التعليمي نحو الأفضل.
وأشار النمر إلى أن عام 2017 أو 2018 سيتم تعيين المدرسين السوريين من قبل وزارة التربية والتعليم التركية أي لن يكون هناك اختيار من قبل مدراء التربية في الولايات وهذا العام سيتم اختيار المعلمين من قبل لجنة يرأسها مدراء شعب تعليم مدى الحياة أي أنها نقلة جيدة على الطريق الصحيح بخلاف السنوات السابقة.
ومسألة الشهادات المزورة كانت حاضرة لافتاً أنها ستكشف وتحتاج بعض الوقت فالمتخرجون لهم رقم سجل ومجلد والأمور تجرى للكشف عن هذه الشهادات عن طريق الأصدقاء والزملاء والجامعة ودكاترة الجامعة والمواد الجامعية والأساليب لا زالت بطريقة غير رسمية.
وختم حديثه قائلا: الوضع التعليمي يتطور ويتجه نحو الترتيب من قبل الحكومة التركية ليصل إلى مرحلة متقدمة.
صهيب مفوض الإبراهيم – المركز الصحفي السوري