ذكر حاكم الشام في معرض حديثه عن الحرب الدائرة سوريا والتي تسبب بها من خلال سياساته الليبرالية المتوحشة وتسليم البلد للعصابات والمافيات والقذف بملايين السوريين تحت خطوط الفقر، ذكر أن نقطة التحول في الحرب على سوريا بدأت في العام 2013 بتحرير القصير ومن ثم نقطة تحول أخرى بدخول داعش وثالثة بتدخل الروس، مما أغضب وأزعج الاوصياء والمندوب السامي الروسي من هذه التصريحات الغوغائية الاستفزازية التي يقع فيها في كل مرة يتحدث فيها للإعلام وتثير موجات عارمة من التهكم والنقد والسخرية.
لكن ما لم يقله المهرج، «زوج الست» التي باتت تتحكم بثروات سوريا وقوت شعبها، ونسي أو تعمد أن ينسى أن المحطة الأهم ونقطة التحول الرئيسية في الحرب الكبرى على الشعب السوري وعملية تدمير سوريا، لم تكن في أي من التواريخ التي ذكرها، بل كانت، عملياً، في العام 1970 حين انقض حافظ الأسد وزمرته الدموية النهبوية المافيوزية الإجرامية الانقلابية العميلة المتآمرة على زملائه ورفاق دربه الذين أتوا به من أزقة القرداحة وأعادوه للجيش واحتضنوه لينقلب عليهم ويزج بهم في ظلمات السجون لعقود ويموتون هناك دون أن يرف له جفن وينخز له ضمير وبدأت من ثم عملية الاستهداف الكبرى الممنهجة ضد الشعب السوري عبر إطلاق يد العصابات والمافيات القذرة والجشعة ذات الأصول الوضيعة وتمكين اللصوص الكبار والفاسدين والمجرمين لافتراس الشعب السوري بكل مكوناته وامتهان كرامته وإذلاله والفتك به ونهب ثرواته وتجويعه وإفقاره وترويعه وإرهابه وإذلاله وتهجيره واقتلاعه من دياره ودفعه للهرب واللجوء ببلاد الاغتراب في الخليج وأوروبا وأمريكا وسواها من البلدان وذلك للاحتماء وطلب الحماية والأمان هرباً من بطش واضطهاد وابتزاز ودونية العصابة المجرمة الحاكمة واجهزتها الأمنية المجرمة، هذه الأجهزة التي تحولت لأكبر عصابة قتل رسمية موجودة بالعالم حيث أظهرت صور قصير أهوالاً وفظائع تشيب لها الولدان، ومن الضرورة الإشارة، ها هنا، لوجود أكثر من 20 مليون سوري مغترب ومهاجر وفار وهارب خارج سوريا وهذا أكبر من أية محرقة وأي هولوكوست وعملية ترانسفير كبرى معروفة بالتاريخ وكله بسبب هذه العصابة الفاشية والطغمة المجرمة التي تطبق وتجثم على رقبة هذا الشعب المنكوب وهذا ما لم يحدث لا في مجازر الهوتو والتوتسي ولا بعصابات ومذابح بول بوت الشهيرة ضد الشعب الكمبودي.
لقد أفلح الأسد الأب وابنه من بعده في تحويل هذه المؤسسات الوطنية خاصة، وغيرها بشكل عام، إلى أدوات وقنوات قتل وإرهاب واختطاف وسرقة وإذلال وامتهان كرامة الشعب السوري، ومن يومها دخلت سوريا موسوعات الرعب والفقر والجوع وصارت بلداً منكوباً فقيراً مهمشاً منبوذاً من المجتمع الدولي لكثرة ما ارتكبته الطغمة الحاكمة من جرائم داخل سوريا وخارجها، خاصة لبنان،(تصدير فائض الفاشية والإجرام والتوحش) وباتت مركزاً وتجمعاً لأكبر عصابات القتل والنهب والتجويع والإفقار الرسمي المنظم حيث احتكرت العصابات والعائلات المجرمة لقمة عيش والأوكسجين الذي يتنفسه السوري.
وجود أكثر من 20 مليون سوري مغترب ومهاجر وفار وهارب خارج سوريا وهذا أكبر من أية محرقة وأي هولوكوست وعملية ترانسفير كبرى معروفة بالتاريخ وكله بسبب هذه العصابة الفاشية
لقد دخلت سوريا من يومها نفقاً مظلماً من إرهاب الدولة المنظم حيث استباح حافظ الأسد كرامات السوريين وخرق كل الأعراق والتقاليد وتحالف مع أحط العائلات وأقذر وأنتن البشر للفتك بالسوريين واستباحة دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم، ولم يكن ذلك شيئاً عارضاً أو مصادقة قدر ما كان خدمة لاستراتيجية محددة وضعتها هذه الطغمة والشرذمة الموتورة الحاقدة وهي السعي الحثيث لترويضهم وتدجينهم وإخضاعهم وإسكات أي صوت معارض وكله تمهيداً لتحويلة سوريا لمزرعة تمتلكها العصابة والسلالة المجرمة وتوريثها وتوارثها وتوزيعها وتقاسم ثرواتها فيما بين هذه العائلة وتحويلها لملك عضوض بمن فيه من الحجر والشجر والبشر.
لا عجب أذاً أن نشر فراس طلاس ابن وزير الدفاع السوري الشهير الذي كان قريباً جداً من حافظ الأسد، لا عجب أن نشر منشوراً فاضحاً يصور موقف بشار وزوجته وعصابته مما يحل بالسوريين هذه الأيام وخاصة المؤيدين من جوع وفقر وإذلال. وقد شاهد العالم قبل أيام مئات الألوف من السوريين وهم يبيتون في الشوارع لأيام وليال للحصول على ربطة خبز أو ليتر بنزين. ويقول طلاس نقلاً عن مقربين من القصر الجمهوري:» وفق أصدقاء يشاهد الأسد وزوجته الصور الحزينة للسوريين على أدوار الخبز والغاز والبنزين ويضحكان، نعم يضحكان، بل يرسلان بعض الصور عبر الموبايل لأصدقائهم مع عبارات تنكيت ممجوجة. لقد فقدوا كل الروح الإنسانية كلاهما».
ومما يؤكد أن الأسد وعصابته يمارس حملة إذلال وتجويع منظم بحق مؤيديه قبل معارضيه، كما كتب أحد السوريين، أن سوريا ليست بلد محاصراً. سوريا وطن مسروق.
البلد الذي تتوفر فيه أحدث السيارات وتبنى فيه مشاريع خيالية ليس بلداً محاصراً.
البلد الذي تقدم فيه الفضائيات اعلانات للمجوهرات ليست بلداً محاصراً.
البلد الذي يمتلك فيه المسؤول مليارات الدولارات ليست بلداً محاصراً.
البلد الذي يغتني فيه اللصوص ليس بلداَ محاصراً.
البلد الذي تتوفر فيه الفواكه المستوردة والجلد والفرو الطبيعي وقصور الأحلام والحفلات الباذخة ليس بلداً محاصراً.
سوريا بلد مسروق.. منهوب… مسلوب… نعم اليمن بلد محاصر… فلن تسمع عن حفلات الكافيار في اليمن ولا عن المشروبات الباذخة هناك في حفلات الزفاف بين أبناء لصوص.
هذا الوطن مسروق مسروق مسروق… المشكلة داخل سوريا وبتوجيه مفضوح من رأس النظام الأسدي منذ عام 1970.
نعم انقلاب تشرين الأسود الدامي، الذي قاده الأسد الأب، كان نقطة التحول الأكبر والأهم في الحرب المستمرة بنجاح على الشعب السوري من خمسين عاماً بالتمام والكمال ودعم دولي وإسرائيلي واضح كما كشفت وتكشف كل المؤشرات وتفصح وتنبئ المعطيات وتتابع وتواتر الأحداث والتطورات.
ملاحظة: هذا المقال مكتوب بالتعاون مع شخصية علوية مرموقة عاصرت حافظ الأسد وابنه
فيصل القاسم
نقلا عن القدس العربي