شهدت محافظة حلب تضييقاً محكماً من قبل النظام على جميع المستويات، خاصة أنها تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا وثقلاً مهماً لعناصر رؤوس الأموال السورية، وقد ظهر هذا التضيق جلياً في طرق القمع وحجم الدمار الذي مارسه النظام ضد الأهل في حلب وانعكس هذا القمع على الجوانب الأخرى المرافقة للحراك الثوري، خاصة الكوادر الطبية منه.
لقد تعرض الأطباء في مدينة حلب منذ اندلاع الثورة وحتى الآن إلى مضايقات كبيرة على يد قوات الأمن واللجان الشعبية ممثلة بـ”الشبيحة”، شملت هذه المضايقات الضرب والتهديد بقوة السلاح والاعتقال الذي وصل في بعض الأحيان إلى حد الموت تحت التعذيب، حيث اعتبرت قوات النظام إقدام أي طبيب على معالجة مصاب هي جريمة تستحق الاعتقال أو الموت.
يقول الطبيب أبو محمود (32 عاماً) أخصائي جراحة أعصاب من مدينة حلب” كنت أعمل في مشفى الكندي وقد تعرضت لمضايقات كثيرة من قبل الأمن إلى حد استخدام القوة والتهديد بالسلاح، وقتها أدركت خطر استمرار العمل في المشفى وكون أبي أحد المعتقلين في سجن صيدنايا.. زاد في حقدهم عليّ.. فأنا في نظرهم من سلالة الإرهاب.. آه رحلت عن الوطن رغماً عني وحرصاً على من بقي من الأهل”.
كان الاعتقال سبباً لخسارة العديد من الأطباء ومنهم من منع من متابعة مهنته الإنسانية وخاصة في هذه الأوقات العصيبة حيث هجّرت معظم الكوادر الطبية.
ومع ازدياد رقعة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتحريرها من قبل كتائب المعارضة، تنوعت الانتهاكات من تهديد واعتقال وخطف.
يكشف الطبيب أبو عبد القادر من ريف حلب” تعرضت للخطف من قبل النظام لدى عودتي للمنزل بد الانتهاء من علاج المصابين جراء القصف المروحي للمباني السكنية وتم تعذيبي جسدياً وبفدية مالية كبيرة أطلق سراحي، مع التهديد بالقتل، ما دفعني للعمل في مناطق محدودة”.
كما أن القصف واستهداف مباني المشافي المدنية والميدانية من قبل النظام وأعوانه الروس، أودى بحياة العديد من الأطباء وهم يؤدون خدمتهم الإنسانية.
تقول أم مجد (45 عاماً) من ريف حلب أصيب زوجي بشظايا انفجار صاروخ استهدف الحي الذي نسكنه، أدى لإصابة بالغة في ساقه اليمنى ما دفع الطبيب المعالج لبتر الساق وهو يقول بصوت حزين” والله حرام تبتر الساق لعدم وجود الطبيب المختص.. آه طريق حلب مرصود نارياً لا نستطيع إخراج أو تحويل أي جريح للعلاج.. والله أصبحت حلب المحررة بحالة مأساوية”.
يدمدم الطبيب علاء من ريف حلب وهو يعجز عن تقديم المساعدة لطفل توفي أمامه” يا حيف على كل من أدار ظهره للبلد وخان قسمه أمام ربه.. كيف ع بنام وهو عارف في طفل فقد حياته لأنه تخلى عن أمانته.. اللهم عجّل بفرجك”
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد