دخل تنظيم الدولة أسواق المحروقات في المنطقة الجنوبية من سوريا بقوة، ليزود مُدن وبلدات درعا والقنيطرة بالوقود القادم من آبار النفط التي يسيطر عليها ضمن مناطق تمركزه شرقي البلاد، لتكون محروقات التنظيم هي الخيار المفضل للسكان المحليين، بسبب انخفاض أسعارها إلى نحو نصف أسعار المحروقات التي تأتي من مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي هذا السياق، يشير الناشط الميداني حمزة الحوراني؛ إلى انخفاض أسعار المشتقات النفطية جنوب البلاد بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، مع وصولها من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، على عكس الأعوام السابقة التي وصلت فيها أسعار المحروقات إلى ثلاثة أضعاف سعرها المرتفع أصلا.
وقال الحوراني لـ”عربي21“، إن سعر اللتر الواحد من المحروقات القادمة من مصادر النظام النفطية يتخطى حاجز 500 ليرة، لكنه مع توافد صهاريج نفط التنظيم انخفض سعر اللتر إلى 200 ليرة سورية.
وأرجع الناشط توجه تنظيم الدولة لبيع المشتقات النفطية في جنوب البلاد في الآونة الأخيرة؛ إلى تكثيف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من غاراته على نقاط تجمع صهاريج المحروقات ضمن مناطق سيطرة التنظيم في الشرق، كما يعمل التنظيم من خلال المشتقات النفطية على التقرب من المدنيين في درعا والقنيطرة بغية الحصول على حاضنة شعبية له في المنطقة، مستغلا بذلك ارتفاع أسعار المحروقات القادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، كما يقول الحوراني.
واستطرد الحوراني بالقول إن دخول “المازوت الداعشي” صب بمصلحة الأهالي بشكل واضح في الجنوب السوري، حيث إن مادة المازوت القادمة من قبل التنظيم عبر العديد من التجار، حافظت على أسعارها رغم ارتفاع السواد الأعظم من السلع والمواد الغذائية في المنطقة إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، كما ساهم العامل المادي بزيادة قبول الأهالي لمحروقات التنظيم بسبب الانهيار الكبير للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وبحسب ناشطين في المنطقة، فإن صهاريج الوقود القادمة من مناطق التنظيم في شرق البلاد، تمر عبر طريق “الحماد” ومنه عبر طرق في محافظة السويداء، ليتم تفريغها في محافظتي درعا والقنيطرة. كما بدأت عدة مناطق تقع تحت سيطرة النظام السوري جنوب البلاد بالتوجه نحو وقود التنظيم بسبب أسعاره المنخفضة، لاستخدامه في التدفئة خلال فصل الشتاء.
بدوره قال الناشط الإعلامي أبو سفيان الجولاني، لـ”عربي21“، إنه خلال الفترة القليلة الماضية تراوح سعر اللتر الواحد من المحروقات القادمة من مناطق سيطرة التنظيم؛ ما بين 130 و150 ليرة سورية، وهو أفضل سعر شهدته عموم مناطق الجنوب السوري منذ أعوام، كما أن محروقات التنظيم متوفرة بشكل كبير في المنطقة، الأمر الذي ساهم بسد الكثير من احتياجات الأهالي، خاصة مع البرد القارس، وفق قوله.
ويشار إلى أن تنظيم “الدولة” لا يتواجد في المنطقة الجنوبية بشكل كبير، ويقتصر ذكره على اتهامات مستمرة للواء “شهداء اليرموك” المتمركز في ريف درعا؛ بمبايعة التنظيم، في حين نفى اللواء ارتباطه بالتنظيم من خلال قائده الذي قتلته “جبهة النصرة” أواخر العام المنصرم. لكن تنشط بعض مجموعات التنظيم العسكرية بين فينة وأخرى مستهدفة النظام السوري، أو مناطق سيطرة الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر.
عربي 21