بدأت أزمة النفايات تتصدر قائمة الأزمات الأكثر ضرراً على المواطن السوري في الشمال المحرر، حيث أصبح منظر تلال القمامة المنتشرة في الطرقات من المناظر المألوفة لغالبية السكان، بعد أن بدأت تغزو معظم مناطق سكنهم، ويعود السبب المباشر لهذا الانتشار الكبير توقف غالبية عاملي النظافة عن عملهم في تنظيف الساحات والشوارع من هذه المظاهر المنتشرة، لعدم توفر أجور للعاملين في هذا القطاع.
“أبو إحسان” أحد سكان ريف حلب الغربي يروي عن هذه الظاهرة بقوله: ” بعد أن أجبرت الحرب عشرات العائلات من مختلف المناطق إلى النزوح وترك منازلها والتجمع في مناطق محددة، زادت نسبة القمامة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى توقف غالبية العمال عن تأدية واجبهم في تنظيف القرى والبلدات، بعد أن توقفت الأجور المدفوعة لهم”.
وقد تسببت تلال القمامة في إغلاق العديد من الطرقات الرئيسية، بالإضافة إلى الاستعانة بالأراضي المهجورة لدفعها عن بعض الطرقات، وقد تسببت في ظهور أمراض عديدة وخطيرة، وأهمها مرض اللشمانيا وما يعرف محلياً باسم” حبة حلب”، والتي انتشرت على نطاق واسع في الشمال السوري.
وأفاد الدكتور مصطفى الأخصائي في الأمراض الجلدية والذي يعمل في أحد المراكز الطبية في ريف إدلب بالقول:” بعد الانتشار الكبير لمرض اللشمانيا الجلدية، والذي يسبب تشوهات كبيرة في الجلد، استطعنا تأمين اللقاح المضاد له بالتعاون مع بعض المنظمات المعنية، ولكن هذا لا يكفي، فإذا لم نقض على المصدر وهو تلال القمامة قد تظهر أمراض جديدة لا يمكننا التعامل معها”.
هذا الأمر الخطير دفع بعض اللجان المحلية إلى إيجاد بعض الطرق البديلة لمحاولة تخفيف الإنتشار الكبير لها، حيث اعتمدوا على تأمين مكبات خاصة، وإبعادها قدر الإمكان عن القرى والبلدات، لكن هذا الأمر لم يقلل من مخاطر القمامة على صحة سكان مناطق الشمال.
“أبو محمد” أحد القائمين على هذا المشروع حول الخطط المستقبلية للتخلص من هذا الوباء الذي يزحف إلى المناطق السكنية يقول: ” نقوم بالتواصل مع الأطباء والاختصاصيين ﻹيجاد طرق سليمة لا تضر البيئة والمواطن في التخلص من القمامة المنتشرة كل مكان، وقد اعتمدنا على تأمين مكبات خاصة بعيدة عن القرى والبلدات كخطوة أولى في سبيل القضاء عليها بشكل كامل”.
ويأمل سكان مناطق الشمال المحرر عن طريق التعاون مع المؤسسات والمنظمات المعنية لإيجاد حلول للتخلص من هذه القمامة التي تجلب الأمراض والأضرار الخطيرة للسكان.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي