رأى المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، رياض نعسان آغا، في الوضع الراهن والغموض الذي يكتنف بيان ميونيخ لوقف إطلاق النار في سوريا؛ “بيئة غير مناسبة” لبدء مفاوضات مرتقبة بين المعارضة السورية والنظام، واصفا تطبيق الاتفاق بصيغته الراهنة بـ”الخطر الأكبر” على الثورة السورية.
وفيما أكد أن المحادثات جارية مع الفصائل العسكرية للخروج بقرار موحد بشأن الرد على ما جاء في بيان مجموعة العمل الدولية في ميونيخ، قال نعسان آغا، في تصريحات خاصة لـ”عربي21″: “من الواضح أن البيان لا يحقق مطالب الشعب السوري، وهو بيان يخلط الأمور ببعضها البعض”.
واعتبر آغا أن بيان ميونيخ يشكل تجاوزا للقرار الأممي 2254، وقال: “لقد تحدث القرار الأممي عن مرحلة وقف إطلاق نار كنتيجة، وليس كمقدمة، وهناك خلط واضح بين تفصيلين حددهما القرار الأممي، فالقرار أشار إلى أن وقف القصف على المدنيين يأتي من قبيل حسن النوايا، أي أن القرار طالب بوقف القصف قبل بدء المفاوضات، وكذلك تحدث عن وقف شامل مع بدء المرحلة الانتقالية”.
لكن بيان ميونيخ “استبعد كلمة وقف قصف المدنيين، ليضع مكانها جملة مبهمة سماها وقف الأعمال العدائية، ولم يحدد عدائية من، وضد من”، بحسب نعسان آغا الذي تساءل: “كيف سنقول للشعب السوري لقد أوقفنا إطلاق النار والمقاتلات الروسية مستمرة في تنفيذ طلعاتها؟”.
وأعرب المتحدث عن خشيته من استخدام وقف إطلاق النار ضد الفصائل المقاتلة. وقال: “حتى لو التزم النظام بوقف إطلاق النار، فهذا لا يعني شيئا؛ لأن حجم مشاركة النظام في أعمال القصف لا تتعدى الـ10 في المئة من إجمالي القصف الذي تتعرض له مناطق المعارضة. نحن نريد أن نلزم روسيا وإيران بهذا الوقف، وهذا هو الأهم”.
وتابع نعسان آغا متسائلا: “في حال عدم التزام روسيا، من سيمنع النظام من خرق وقف إطلاق النار، طالما أن مقاتلاته صناعة روسية أيضا؟”.
وحذر من تفسير وقف إطلاق النار على أنه سحب للسلاح من يد الثوار، ومصادرة لحق الدفاع عن النفس، في حال تعرضت لهجوم من جهات غير خاضعة للقرار، مثل المليشيات الإيرانية، مشترطا “شمولية وقف إطلاق النار بما فيها روسيا، قبل موافقة المعارضة عليه”.
واستطرد: “إن وقف إطلاق النار يستثني تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والنصرة منتشرة في كل مناطق المعارضة، إذا لا جدوى من إعلان هذا الوقف، طالما أن العمليات ستستمر في كل مناطق المعارضة، تحت عنوان استهداف الأخيرة”.
ليس قبولا ولا رفضا
وردا على سؤال لـ”عربي21″، عما إذا كانت الهيئة العليا للتفاوض سترفض الموافقة على إطلاق النار، قال نعسان آغا: “ليس قبولا ولا رفضا، إنما هو نقاش حاد، يجب أن يصل لنتيجة، نحن نقول لهم نحن ندرس معكم، نريد وقف إطلاق النار، لكن هل سيشمل الجميع، أم سيشملنا وحدنا؟”.
وتساءل: “في حال إصرار روسيا على عدم الالتزام، كيف سنسوق للمواطن هذا الوقف (لإطلاق النار)؟ وهل سنقول للذي يتعرض منزله للقصف من طائرة روسية؛ تلك الطائرة التي قصفت بيتك خارج بيان ميونيخ”، مضيفا: “هذا قصف بالنهاية، سواء جاء من روسيا أو من الشيطان”.
وفي تقييمه للاجتماع الذي عقده المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب مع الفصائل العسكرية، أكد أن الأجواء كانت إيجابية بالمجمل، متمنيا في الوقت ذاته حصول استجابة سريعة من الفصائل لدعوات الوحدة، وتجاوز المطبات التي تعيق دمجهم في كتلة واحدة.
استعجال كردي لنيل مكاسب منفردة
وحول موقف الهيئة العليا للمفاوضات من القصف المدفعي الذي تتعرض له مناطق خاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في مناطق محاذية للشريط الحدودي في ريف حلب الشمالي، قال آغا: “لقد شعرت تركيا بالخطر الحقيقي، من تحركات الحزب الأخيرة”، معتبرا أن غاية التحركات الأخيرة للحزب الكردي هي الإعلان عن تأسيس دولة كردية في الشمال.
وقال: “لقد شهدنا افتتاح ممثلية للديمقراطي الكردي في روسيا، هم يستعجلون على تحقيق مكاسب منفردة، لا مشكلة لدينا في المعارضة مع خصوصيات يريدها الأخوة الأكراد، ومن بينها الإدارة الذاتية”.
وتابع قائلا: “حتى في حكومة النظام القائمة توجد وزارة للإدارة المحلية، ولا بأس من تباحث وجهات النظر في كل شيء، أما أن تخطو بمفردك مستغلا الدعم الروسي والحالة الراهنة، فهذا غير مقبول”.
أما عن التدخل البري التركي السعودي في الأراضي السورية لمحاربة تنظيم الدولة، فيعتقد نعسان آغا أن هذا التدخل قد بدأ، مضيفا: “لن يصل التدخل إلى ذروته في الساعات والأيام الأولى، وهذا أمر واضح”، كما قال.
عربي 21
