سلّطت صحيفة نيويورك الأميركية الضوء على الاتفاق الذي وقّعه «حزب الله» اللبناني -المتحالف مع إيران- مع مسلحي تنظيم الدولة في شرق لبنان.
وذكرت أن قافلة مسلحي التنظيم -الذين سمح لهم «حزب الله» بالتوجه إلى شرق سوريا تحت حمايته- تواجه عقبات أميركية، دفعت «حزب الله» إلى انتقاد وقف واشنطن لها.
وأضافت الصحيفة أن القافلة التي ترافقها سيارات تابعة لـ «حزب الله» ويقدّم لها نظام بشار إمدادات الطعام والشراب، محصورة وسط صحراء سوريا، بعد تدمير الطيران الأميركي الطرق التي تسلكها، وسط إصرار أميركي على عدم وصول هذه القافلة إلى مدينة البوكمال.
وتصف الصحيفة حافلات تنظيم الدولة التي تقطّعت بها السبل، بأنها استعارة قوية للحملة العسكرية للتنظيم، الذي خسر مدينة تلو الأخرى، ويجد صعوبة في الاحتفاظ بمعاقله في سوريا، وسط حملة تقودها أميركا والنظام السوري ضده.
وكان التنظيم قد خسر مدينة تلعفر التي تُعدّ آخر المدن التي يسيطر عليها بالعراق، بعد أقل من شهرين على طرده من الموصل ثاني أكبر مدن العراق، بينما تواجه «خلافته» في سوريا خطراً كبيراً وخاصة مدينة الرقة، التي يحاصرها الأكراد بمساعدة أميركية.
وأوضحت «نيويورك تايمز» أن مسلحي التنظيم لم يستطيعوا مساعدة القافلة المحاصرة؛ فعندما أرسل التنظيم مقاتلين وعربات وقود إلى الصحراء لتقديم العون للحافلات، تعرّضوا لقصف من طائرات أميركية دمرت الإمدادات، التي كانت عبارة عن 50 مقاتلاً و20 عربة، من بينها شاحنات مليئة بالوقود.
وتابعت الصحيفة أن الأزمة الموجودة في صحراء سوريا الآن بدأت مع توقيع اتفاق معقد بين تنظيم الدولة وحزب الله، تخلى بموجبه مسلحو التنظيم عن الأراضي التي يسيطرون عليها في شرق لبنان وإعادة جثامين 9 جنود لبنانيين أُسروا عام 2014، مقابل توفير جماعة حزب الله والنظام السوري ممراً آمناً عبر سوريا لحوالي 300 مقاتل وعوائلهم.
تشمل القافلة 17 حافلة و11 سيارة إسعاف كان من المفترض أن تنقل المسلحين إلى محافظة دير الزور شرقي سوريا، لكن أميركا قصفت الطريق الذي كانت ستسلكه الحافلات.
وذكرت الصحيفة أن فشل الاتفاق حتى الآن يعطي لمحة عن تعقّد ميدان الحرب السوري مع تعدد الفصائل والتحالفات المتغيرة، لكن هذا الفشل يشير أيضاً إلى مدى النفوذ المتضائل لتنظيم الدولة بعد انحسار أراضيه.
وأضافت الصحيفة أن توقيع التنظيم على اتفاق مع «حزب الله» يدل على عزلته المتزايدة، كما أن الاتفاق أحرج نظام الأسد، فلم تأتِ وسائل إعلامه على ذكره، بينما التزمت إيران الصمت لأنها مشاركة أيضاً في الاتفاق.
أما العراق، الذي كان يُتوقّع أن يكون الضامن لقافلة تنظيم الدولة بطلب من إيران، فندّد بالاتفاق، رغم أن من وقّع عليه هم حلفاء العراق من إيرانيين وميلشيات.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل إعلام تنظيم الدولة -الذي واجه خزياً كبيراً بسبب الاتفاق- لم تجد ما تقوله، وفقاً لموقع «سايت» المعني بمراقبة التنظيمات المتطرفة
نيويورك تايمز