يتفاءل نظام بشار الأسد وحلفاؤه بفوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، معتبرين أنه أنقذهم من مخاطر التدخل في حال فازت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بينما لا يبدو موقف ترامب واضحا بشأن حل الأزمة السورية.
وقال مسؤول أجنبي مؤيد للأسد -رفض كشف اسمه وجنسيته- إنه جرى التخطيط للسيطرة على النصف الشرقي من مدينة حلب الخاضع للمعارضة مع حلول العام المقبل بناء على توقعات بفوز كلينتون، بحيث كان الهدف أن تنتهي الحملة قبل أن يتولى الرئيس الجديد منصبه، لكن فوز ترامب “مريح جدا لنا ولحلفائنا في سوريا“.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لديه مقاربة مختلفة الآن لوضع الأزمة السورية كلها في ضوء ما سيحصل مع ترامب”.
وبدورها، قالت صحيفة الوطن السورية (شبه الرسمية) إن السوريين قضوا ليلة الأربعاء لمتابعة مستجدات عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الأميركية، وإنهم أبدوا سعادة كبيرة بنتائجها، حسب قول الصحيفة.
في المقابل، قال قيادي معارض رفض الكشف عن هويته “اليوم لا يزال دور الولايات المتحدة فعالا وجوهريا في سوريا، وحتى لو حاول أن يقف ترامب على مسافة منها فلن يتمكن من ذلك”.
غموض الموقف
وسبق أن شكك ترامب في حكمة دعم مقاتلي المعارضة السورية، كما قلل من جدوى تنحية الأسد، وقال إنه رغم كونه لا يحبه فإن الأسد يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
وردا على سؤال عن حلب أثناء مناظرة مع كلينتون في أكتوبر/تشرين الأول، قال ترامب إنها كارثة إنسانية لكن المدينة سقطت، مضيفا أن كلينتون كانت تتحدث لصالح مسلحي المعارضة دون أن تعرف من هم.
واستعاد نظام الأسد جزءا من شرعيته التي فقدها -لدى الدول الغربية- بعد قمعه للمظاهرات وشنه حملة عسكرية على عشرات المدن والقرى، لكن مساهمته في المعركة الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية دفعت الغرب للتخلي عن خطاب تنحية الأسد.
من جهة أخرى، توقع خبير الشؤون السورية بمركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أندرو تابلر أن ترامب سيبدأ بجس نبض روسيا بشأن خيارات لانتقال سياسي بسوريا أو اتفاق لإنهاء الحرب، وإذا تعذر ذلك فقد يقرر ترك غرب سوريا منطقة نفوذ لروسيا وتبقى الولايات المتحدة وحلفاؤها الأكراد يقاتلون تنظيم الدولة شرقا.
وقال تابلر “أعتقد أنه سيكون موقفا مرنا، تذكروا أن كثيرا من الجمهوريين الذين لهم علاقة بالسياسة الخارجية في واشنطن سينضمون على الأرجح إلى هذه الحكومة، ولديهم مشاعر قوية جدا تجاه إيرانونظام الأسد، فلا أتوقع وضعا تتقرب فيه الولايات المتحدة فجأة من الأسد”.