منذ أول مظاهرة سلمية خرجت في درعا قابلتها قوات نظام الأسد بالرصاص الحي وسارت بأسلوبها القمعي الوحشي، على مر خمسة الأعوام الفائتة للثورة السورية استخدمت قوات نظام الأسد جميع أسلحة القتل من قصف واعتقال وحصار وتجويع وقمع، ولا تزال مؤسساته وعناصره يزعمون أن النظام يقدم جميع الخدمات للمواطنين.
ذكرت جريدة البعث الموالية للنظام السوري أنه يجري العمل حالياً على تجهيز 60 عيادة طب أسنان في المبنى الجديد لكلية طب الأسنان في جامعة تشرين، وذكر الدكتور حازم حسن عميد الكلية في المؤتمر السنوي الثالث عشر لطب الأسنان الذي تقيمه الكلية في جامعة تشرين بالتعاون مع فرع نقابة أطباء وجامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية وجامعة الحواش الخاصة، أن الكلية تتابع تقديم خدماتها المجانية رغم الظروف الراهنة حيث قدّمت خدمات علاجية بقيمة 130 مليون ليرة سورية في العام الدراسي الماضي و80 مليون ليرة خلال الفصل الدراسي الأول.
يدّعي نظام الأسد أنه يقدم الخدمات المجانية للمواطنين كافة، وينفق ملايين الليرات السورية لتأمين المستلزمات الصحية الأساسية لهم، ولكن كيف هذا؟ كيف لمن حاصر مناطق الغوطة بريف دمشق منذ أعوام ومنع عنها الغذاء والدواء والكهرباء وغيرها، أن يقدم لها الخدمات الصحية فمات الأطفال والشيوخ فيها جراء الجوع ونقص الدواء.
أم خالد ( 37) عاما أمٌّ لشهيد من الغوطة الشرقية تقول: ” عناصر نظام الأسد تطبق علينا الحصار منذ أعوام، فمنعت عنا كل شيء حتى الدواء ومن يتعرض لمرض قوي يموت حتما، وذلك بسبب عدم وجود الدواء كما حصل مع ابني الصغير خالد. ”
وبالنسبة لجميع المواطنين المعارضين لنظام الأسد والذين ما يزالون يعيشون في مناطق سيطرته، فلا يختلف الأمر كثيرا عن المناطق المحررة بالنسبة للخدمات في مؤسسات الدولة، فتكون الأولوية دائما وفي أي مكان وأي مؤسسة، لعناصر نظام الأسد ومليشيات الدفاع الوطني ( الشبيحة )، وذلك بقوة سلاحهم وبطشهم على الموظفين والمدنيين.
أبو أحمد مسن (56 عاما ) من مدينة حماة يقول: ” ذهبت مرة إلى المشفى الوطني في حماة، لكي أحلل لمرض السكر الذي ما أزال أعاني منه منذ أكثر من عشرين سنة، ولا أملك ثمن أدويته الدائمة، في مشفى تخصصي وحين وصلت للمشفى، وجدت عناصر النظام مغلقين المشفى كله لمعالجة جرحاهم وأهانوني وطردوني من المشفى، وقالوا إن جرحاهم أحق من الشعب بالعلاج “.
ولكن قوات نظام الأسد وميليشياته الشيعية ودعم الروسي وطيرانه، تقدم الكثيرة من الخدمات المجانية للشعب الثائر في المناطق المحررة، كالقصف بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ الروسية والأسلحة المحرمة دوليا، كالغازات الكيميائية والصواريخ العنقودية والأسلحة الفوسفورية، لتحصد يوميا أرواح عشرات المدنيين العزّل الآمنين في بيوتهم.
ولا يزال نظام الأسد ووزرائه يفتخرون بتقديمهم الخدمات الصحية والمعيشية للمواطنين التي لا تقدم إلا إلى ميليشيات النظام ومؤيديه، ولا يزال النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، يحاولون إقناع من تبقى لهم من موالين وحلفاء أن ما يدور في سوريا محض مؤامرة كونية ضد بشار ونظامه، وأن الشعب الثائر وكتائب الثوار المسلحة، ليسوا إلا مجرد إرهابيين وسيتم القضاء عليهم قريباً..
المركز الصحفي السوري – محمد المحمود