قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن اتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا, الذي تم توقيعه في ميونيخ مؤخرا, كان من المقرر ان يدخل حيز التنفيذ في 19 فبراير، لكن ذلك لم يحدث، بسبب استمرار روسيا في اعتداءاتها على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 20 فبراير أنه إذا خرقت روسيا هذا الاتفاق من خلال الاستمرار في قصفها المدنيين السوريين، فإن على أمريكا وحلفائها أن يركزوا السخط الدولي على موسكو، وأن يحاسبوها حال فشل الاتفاق. وتابعت “الصراع السوري وصل إلى مرحلة حرجة وحساسة، ويمكن لسوء التقدير من جانب روسيا أو تركيا أن يكون كارثيا, في ظل احتمالات نشوب حرب برية”.
واستطردت ” لم يفت الأوان بعد بالنسبة للولايات المتحدة كي تفعل الشيء الصحيح، وهو الذي يتمثل في بناء الإطارين السياسي والعسكري لسوريا الجديدة”.
وأضافت أن أمريكا بحاجة لنفوذ عسكري في سوريا يتناسب مع النفوذ الروسي في قادم الأيام. وتواصلت السبت الموافق 20 فبراير الغارات الروسية على حلب ومناطق أخرى في سوريا، بينما واصل الجيش التركي قصف مواقع للقوات الكردية قرب مدينة إعزاز شمال حلب.
وقال ناشطون سوريون إن طائرات روسية شنت صباح السبت غارات على محيط بلدة الطامورة شمال حلب، وتقع البلدة بالقرب من مدينة عندان التي تشهد منذ مدة معارك بين فصائل سورية معارضة وقوات بشار الأسد تساندها مليشيات أجنبية. كما نقلت “الجزيرة” عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن الطيران الروسي استهدف في 19 فبراير أحياء تخضع للمعارضة السورية بحلب، بينها حي بني زيد شمالي حلب، وحي بستان الباشا، بالإضافة لمنطقة الليرمون. وكان رجل وأبناؤه الثلاثة قتلوا وأصيب عدد آخر في غارة روسية استهدفت الجمعة 19 فبراير قرية الشيخ عيسى شمال حلب. وكثف الطيران الروسي مؤخرا غاراته، مما سمح لقوات الأسد بالتوغل في عمق ريف حلب الشمالي لأول مرة منذ ثلاث سنوات. واستغلت قوات سوريا الديمقراطية -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- الوضع للسيطرة على بلدات وقرى كانت تخضع للمعارضة، من بينها بلدة تل رفعت جنوب إعزاز المتاخمة للحدود السورية التركية. وقصف الجيش التركي في 19 فبراير مجددا مواقع للوحدات الكردية لمنعها من الاقتراب من مدينة إعزاز التي قالت السلطات التركية إنها لن تسمح بسقوطها بأيدي الأكراد. وقالت وكالة “الأناضول” إن القصف استهدف مجددا مواقع للمقاتلين الأكراد في مطار منغ العسكري، ونقاطا في بلدة عينم دقنة قرب تل رفعت، في حين قال المرصد السوري إن القصف التركي أسفر عن أضرار مادية فقط. ودخل قبل يومين مئات من مقاتلي المعارضة السورية ريف حلب الشمالي قادمين من إدلب عبر الأراضي التركية -وفق تقارير صحفية تركية- سعيا لصد هجمات قوات النظام والأكراد.