في موقعها على شبكة الانترنت لا تجد المؤسسة العامة للكهرباء في سوريا للمواطنين إلا نصائح واقتراحات جميلة للتأقلم مع ظلمتهم، تنصح المؤسسة باستعمال مصادر طبيعية للطاقة يساهم في ترشيد الاستهلاك. وتقول المؤسسة إن استعمال مصادر طبيعية للطاقة يمكن أن يساهم في تخفيض الطلب على مصادر الطاقة التجارية، وإن الدراسات العالمية أثبتت أن ترشيد الاستهلاك هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى تخفيف الطلب على الوقود وبالتالي الحد من تأثير الأزمات الاقتصادية والسياسية والكوارث الطبيعية على الدولة والفرد.
هذه النصيحة موجودة على الموقع ذاته منذ العام 2015، هذا يعني أنه لا توجد نصائح أخرى جديدة من إصدارات العام 2017، رغم تلهف السوريين للمزيد من النصائح الفعالة وفق ما يتهكم به السوريون.
الدمشقيون يبكون حالهم الآن ويقولون إنهم ودّعوا أزمة المياه ودخلوا في أزمة ظلام مع الانقطاع شبه التام للكهرباء عن العاصمة التي بدأت المياه تصل إليها بعد أن استعاد الجيش السوري سيطرته على النبع قبل أيام. ليست دمشق وحدها الغارقة في الظلام، مدن الساحل السوري أكثر ظُلمةً وفوق هذا أيضاً ليس هناك غاز أو بنزين أو مازوت… الساحل يعيش على الطبيعة بالمعنى الدقيق للكلمة.
وإذا كان السوريون قد أطلقوا لقب «وزير الظلام» على رئيس الحكومة الحالي عماد خميس عندما كان وزيراً للكهرباء، فإنهم لم يجدوا تعبيراً مناسباً يُطلقونه على وزير الكهرباء خربطلي الحال لشدة الحالة الظلامية التي تعيشها المدن السورية. اللافت أن مسؤولي الوزارة الكهربائية يؤكدون أنه لا توجد زيادة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي فيما واقع الأمر أنها بالكاد تأتي لساعة واحدة خلال اليوم، لدرجة أن البعض صار يعلّق متهكماً بأنه لم يشاهد أبناءه منذ أسبوع لشدة الظلام.
السوريون لم يجدوا أمامهم للتعبير عن سؤء وضعهم الخدمي إلا الكتابة على حائط الفيسبوك، فذهبوا يعلّقون ويتهكمون ويهاجمون وزارة الكهرباء التي ربما لا حول لها ولا قوة في هذه المعضلة الكبيرة. أحد الناشطين كتب في صفحته على «فيسبوك»: إنها إحدى علائم قيام الساعة.. لأول مرة منذ شهرين بتجي الكهربا 120 دقيقة و33 ثانية متواصلة.
ناشط آخر كتب على صفحته: أحبيه كما لم تحب امرأة… و انسيه كما تنسى وزارة الكهربا شعبها. ناشط ثالث كتب أيضاً: رح موت من نعسي وجاي الكهربا والله مالي قلب نام واتركها للكهربا !!!!. وآخر كتب: الله أعلم الكهربا هاجرت ع ألمانيا.. لو إنها بالبلد كنا شفناها.
التعليق الأقوى الذي تداوله السوريون على «فيسبوك» كان يقول: صار لازم نناشد الجيش السوري والقوات الحليفة يدخلو على وزارة الكهربا ويحرروها، متل ما دخلوا ع نبع الفيجة وجابولنا المياه.
عموماً تُرجع الحكومة أسباب أزمة الكهرباء في سوريا إلى النقص الحاد في مادة الفيول والمشتقات النفطية التي تعمل عليها محطات الكهرباء إضافة للأضرار الكبيرة الحاصلة في قطاع الكهرباء على خلفية اعتداءات المسلحين على محطات حرارية، يُضاف إلى ذلك الطلب الكبير على الكهرباء بسبب الظروف المناخية الصعبة. فيما يبذل عمال الكهرباء أقصى ما لديهم لإصلاح الأعطال الناتجة عن التخريب أو الحاصلة نتيجة الحمولات الزائدة.
وفي ضوء كل هذه العتمة تبدو الشموع هي الوسيلة الأفضل لمكافحة الظلام في الجغرافية السورية.
القدس العربي