قرر الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، التحدث عن “الحرب” الواجب خوضها ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) بتحديده إجراءات عدة يلزم اتباعها، بعد ما كان ينوي تناول فضل شهر شعبان، معرجًا على موضوع حرب اليمن بعد دخولها عامها الخامس.
وجاء ذلك بالتزامن مع تسجيل لبنان 438 حالة إصابة بفيروس “كورونا المستجد”، توفي منها عشر حالات، وتماثلت 30 حالة للشفاء حتى إعداد التقرير.
عودة المغتربين اللبنانيين
وخلال كلمة متلفزة عبر شاشة قناة “المنار” التابعة للحزب مساء السبت، 28 من آذار، تحدث نصر الله عن بلدان تضمّ مغتربين لبنانيين ما زال انتشار فيروس “كورونا” محدودًا فيها، لذا يجب استعجال عودتهم، مشيرًا إلى خطرين صحي وأمني يفرضان على الحكومة أن تسارع لإعادة مواطنيها.
في حين ما زالت سوريا تشهد وجودًا كثيفًا لعناصر “حزب الله” اللبناني والميليشيات الداعمة للنظام السوري القادمة من إيران.
ورغم انتشار فيروس “كورونا” في البلدين، لم يتطرق نصر الله لهما خلال حديثه.
وسجلت وزارة الصحة السورية تسع حالات، وأعلنت عن أول وفاة أمس، الأحد 29 من آذار، في حين وصلت الأرقام في إيران إلى 38 ألفًا و309 حالات، منها ألفان و 640 وفاة.
وكان نصر الله أعلن على ذات القناة، في 20 من آذار الحالي، فحص مقاتليه من فيروس “كورونا“، قبل إرسالهم إلى الجبهات في سوريا، حرصًا على عم نقل العدوى إليها.
كما تُجرى فحوصات للمقاتلين عقب عودتهم من سوريا، لضمان عدم نقل العدوى إلى لبنان في حال إصابتهم بها في سوريا.
“أموال صغار المودعين”
واعتبر نصر الله أنه لم يعد بالإمكان السكوت عن حجز المصارف والبنوك اللبنانية أموال من وصفهم بـ”صغار المودعين” مطالبًا إياها بإعادة أموالهم، خصوصًا في ظل هذه الحالة الاقتصادية التي تضاعف انهيارها بسبب فيروس “كورونا” المؤدي لتعطل المدن والعمل، وبحسب وصفه فإن وضع البلد الحالي أصعب من حرب “تموز 2006”.
وكان الخبير الاقتصادي ومؤسس ورئيس المجموعة الدولية التي تحمل اسمه، طلال أبو غزالة، تحدث في لقاء مع “روسيا اليوم”، في 27 من كانون الثاني الماضي، أن الحلول أمام المودعين في البنوك اللبنانية متوفرة لمن أراد، ولا تشكل عقبة اقتصادية في البلد.
وقال أبو غزالة إن الانتظار هو الخيار الرئيس لمن تعذر عليه سحب أمواله بالدولار، أما من لا يستطيع ذلك، فأمامه خياران: الأول سحب الأموال المودعة بالليرة اللبنانية بما يعادل قيمة الوديعة بالدولار، والثاني الاحتفاظ بالمبلغ المودع بالدولار والاقتراض بالليرة اللبنانية بما يعادل المبلغ المودع.
وحول المودعين الصغار والكبار، أكد الخبير الاقتصادي وجود قوانين لضمان الودائع من قبل الحكومة، لا سيما لصغار المودعين، بينما المشكلة الرئيسة ستواجه المودعين الكبار، سواء كانوا من سوريا أو من لبنان، مشيرًا إلى وجود دول ستستفيد من الأزمة اللبنانية.
وتعرضت مصارف في لبنان، مطلع العام الحالي، لاعتداءات مختلفة على خلفية قرار جمعية المصارف اللبنانية، بالتنسيق مع مصرف لبنان، تحديد مبلغ ألف دولار كحد أقصى للسحب الأسبوعي من الحسابات الجارية، وأي مبلغ يزيد عليه يمكن سحبه بالليرة اللبنانية من قبل مودعي المصارف.
“إيقاف حرب اليمن”
طالب نصر الله بخطابه المملكة العربية السعودية وحكامها بإيقاف الحرب على اليمن بمناسبة دخولها عامها الخامس، وذلك “لأسباب إنسانية”، معتبرًا أنه “يجب أن يطالب العالم كله السعودية ومن معها لوقف الحرب على اليمن”.
في حين ما زال “حزب الله” يشارك في المعارك إلى جانب النظام السوري ضد فصائل المعارضة منذ عام 2013.
ودعم حزب نصر الله النظام السوري بآلاف المقاتلين خلال السنوات الماضية، وأسهم في سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة من يد المعارضة، وخاصة في منطقة القلمون الغربي.
لكن نصر الله أعلن في حزيران 2019، تقليص عدد عناصر قواته في سوريا، وقال “ما زلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها، لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي، لا داعي للبقاء هناك بأعداد كبيرة طالما لا ضرورات عملية لذلك”.
وشاركت قوات الحزب في آخر معارك النظام السوري بمنطقة إدلب، التي انتزعت خلالها السيطرة على مدن استراتيجية، أبرزها معرة النعمان وسراقب
نقلا عن عنب بلدي