تجاهل حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني في كلمة له الثلاثاء ما خلفه حصار قواته إلى جانب الجيش السوري من مآسي انسانية في عدد من المدن والبلدات السورية كما تجاهل مئات القتلى والجرحى بنيران ميليشياته ونيران جيش الاسد متباهيا بما تحقق من مكاسب ميدانية في مقابل تراجع لفصائل المعارضة السورية.
وحاول تحميل السعودية وتركيا مسؤولية الأزمة في سوريا ولم يستبعد أن تتدخلا بريا لدعم المعارضة.
وأعلن نصر الله ان قواته مع قوات الجيش السوري ستنتصر في سوريا، متهما تركيا والسعودية بأنهما ترفضان اي تسوية للازمة.
وقال في كلمة بثت عبر شاشة تلفزيون المنار التابع للحزب في “الذكرى السنوية للقادة الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت انه “في الايام الاتية والعقود الاتية والقرون الاتية سنبقى حيث يجب أن نكون وسنصنع الانتصار الى جانب الجيش السوري”.
وتطرق الى الحديث مؤخرا عن تدخل بري سعودي تركي محتمل في سوريا. وقال ان “سوريا والمنطقة والعالم الآن امام احتمال من هذا النوع، وهذا تطور مهم جدا جدا في حال حصل”.
وربط نصرالله بين هذا التدخل البري وتراجع الفصائل الاسلامية والمقاتلة ميدانيا في سوريا.
ومنذ شن الجيش السوري هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي في بداية فبراير/شباط، خسرت الفصائل الاسلامية والمقاتلة مناطق عدة من بينها معاقل اساسية لصالح قوات النظام السوري والمقاتلين الاكراد.
واضاف نصرالله ان “هناك تطورات ميدانية هائلة في ريف اللاذقية ولم يتبق سوى بلدة او بلدتين لتحسم المعركة وفي ريف حلب الشمالي هناك انهيار سريع للجماعات المسلحة”، معتبرا ان “هذه التطورات والهزائم المتلاحقة للجماعات المسلحة دفعت بالسعودية وتركيا الى الحديث عن تدخل بري في سوريا لمحاربة داعش (الدولة الاسلامية)”.
وتابع ان “الرهان على الجماعات المسلحة وحتى المجيء بهم من الخارج استنفد”، لذلك تتحدث تركيا والسعودية عن تدخل بري “لتكون حاضرة بقوة على طاولة المفاوضات في حال ارادت المفاوضات وليكونوا قادرين على مواصلة الحرب في سوريا”.
واعتبر “انهم جاهزون لأن يأخذوا المنطقة الى حرب اقليمية وحرب عالمية وليسوا جاهزين على الاطلاق ان يقبلوا بتسوية سياسة حقيقية في سوريا”.
والمفارقة أن قوات حزب الله تشارك بكل ثقلها في المعارك الدائرة منذ تصاعدت الأزمة في سوريا قبل أن تبدأ السعودية وحكومات غربية بالحديث عن عملية برية محتملة.
ويواجه حزب الله الى جانب النظام السوري بارتكاب جرائم بحق المدنيين تصل الى جرائم حرب وجرائم ضدّ الانسانية ومنها حصارهما للعديد من المناطق المدنية ما تسبب في وفاة العديد جوعا وفي تفاقم الامراض والمجاعة.
وشدد نصرالله على انه لن يسمح لا للدولة الاسلامية والنصرة ولا لاميركا ولا السعودية ولا لتركيا ولا لكل من وصفهم بالطواغيت والمستكبرين من السيطرة على سوريا ولا اسرائيل ان تحقق احلامها واهدافها.
واضاف “نحن نفتخر اننا ساهمنا بمقدار جهدنا وطاقتنا بمواجهة هذه المشاريع الخطيرة لمنع تحقيقها”.
ويحارب حزب الله المدعوم من ايران الى جانب قوات النظام السوري منذ العام 2013. وهو يعد من ابرز المجموعات المسلحة الداعمة له والتي مكنته من تحقيق تقدم ميداني في مناطق عدة.
ميدل ايست أونلاين