بعيداً عن كابوس الحرب في سوريا جرت مباراة كرة قدم مؤخرا في مدينة معرة النعمان الخارجة عن سيطرة النظام بريف إدلب الجنوبي ضمن دوري محافظة إدلب المحررة برعاية ” الهيئة العامة للرياضة والشباب ” وانتهت المبارة القائمة بين فريقي ” نادي النعمان الرياضي ” ونادي ” عزمارين ” في تغلب الأول على الثاني بنتيجة 5- 2، هذا وسبق هذه المباراة في معرة النعمان ماراثون للأطفال أشرف عليه فريق ألوان للدعم النفسي بالتعاون مع نادي النعمان الرياضي.
مزامنة مع حملة القصف المستمرة على معظم المدن السورية يحاول الشعب السوري أن يساير مصاعب الحياة بالإصرار والصمود وعن طريق أمور عدة منها الثقافي وأخرى توعية وبعضها نشاط رياضي ومبادرات تساهم برفع الروح المعنوية المنهارة نسبياً لدى أغلبيته بفعل الوضع المتردي المحيط بهم، فقبل أيام أطلقت كوادر ولجان الهيئة العامة للرياضة والشباب في عدد من المحافظات السورية فعاليتها ونشاطاتها الاستثنائية والتي جاءت بذكرى انطلاقة الثورة السورية المباركة في عامها الخامس حيث شملت الفعاليات والنشاطات مهرجانات منوعة ومسابقات بمختلف الألعاب شارك فيها مئات الرياضيين السوريين الأحرار من مختلف الشرائح العمرية.
بدأ الاتحاد السوري الحر لكرة القدم نشاطه بعد منتصف العام الماضي برفقة ما يقارب 1500 لاعب من عدة محافظات سورية ألا وهي ( حلب، حمص، حماة، ريفي دمشق واللاذقية، ومدينة إدلب المحررة مركزاً لهم ) لاقت فكرة إنشائه رواجاً كبيراً بين الأوساط الشعبية خاصة بعد إعادة تأهيل الكوادر الرياضية وتجهيز الملاعب اللازمة، بهدف إعادة تفعيل الجانب الرياضي كونه يبعث الحياة بنفوس المشاركين به عبر تشكيل فرق عديدة لكل منطقة بأسماء مختلفة أكثرها مستوحاة من أحداث الثورة السورية كنادي الأمل والسلام المستحدثان في حمص.
أحمد من ريف إدلب يقول:” فُتحت أمامي فسحة من الأمل لمجرد سماعي بدء افتتاح الاتحاد السوري الحر لكرة القدم، لأنني أعشق كرة القدم وكنت أمارسها يومياً وبعد الحرب فقدتها نسبياً لكنها عادت إلي الآن”.
وفي إحياء ذكرى السنة الخامسة للثورة أقيمت فعاليات رياضية متباينة في معظم المدن المحررة كالماراثونات والكارتيه وكرة القدم وغيرها، اختتمت فيها بريف دمشق فعالية سباق 2 ك. م وبمشاركة 57 لاعب من 6 أندية، أما في محافظة حلب أطلق المهرجان الرياضي بالتعاون مع ثوار حلب والذي ضم عروضاً في عدد من الألعاب “الووشو كونغ فو، المصارعة، التايكواندو، الجمباز، الملاكمة، كرة السلة، الجودو، بناء الأجسام”، قدم الأطفال والشباب وبعض الخبرات الوطنية الرياضية عروضاً للذكرى وسط حضور جماهيري وإعلامي مميز، فضلاً عن بدء دوري كرة القدم في محافظة درعا المترافق مع سباق الجري وبحضور عدد من الرياضيين السابقين مسؤولين عن الهيئات والمؤسسات المدنية والطبية والدفاع المدني، ناهيك عن إنهاء اللجنة التنفيذية الرياضية في حي الوعر بطولة الناشئين بكرة الطاولة بمشاركة عدد من اللاعبين استمرت لمدة 3 أيام، مع استمرار المباريات في ريف إدلب بين فرقها وفرق المناطق الأخرى.
لن ولم يستسلم الشعب السوري وسيبقى رمزاً للصمود حتى خلال سنوات الحرب بما أنه اختار درب الحرية وهو يعلم أن كل ثورة تنتصر بدماء أحرارها المنتفضين بوجه الظلم وحكم آل الأسد، ومضرب مثل عن التأقلم والتكيف مع كافة التقلبات وقلبها لمصلحتهم سواء أكانت اجتماعية، رياضية، تعليمية فكلها بصف واحد تسهم بإتمام مسيرة البقاء.
المركز الصحفي السوري _ محار الحسن