وأضاف المسؤول -الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته- أن البرهان وافق على لقاء نتنياهو، معتقدا أن ذلك سيعجّل برفع بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل تشير إلى أن لقاء البرهان ونتنياهو كان معدا له مسبقا، إذ تحدثت تلك الوسائل عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بطرح قضية رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك بينما أعلن مجلس السيادة السوداني الأحد عن تلقي البرهان دعوة من وزير الخارجية الأميركي لزيارة تعتبر هي الأولى منذ عقود إلى واشنطن وأن البرهان سيلبي هذه الدعوة.
وكانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية قد أعلنت أن الطرفين بحثا معا سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأشاد نتنياهو بالعلاقات مع أفريقيا، وقال قبيل وصوله أوغندا إن إسرائيل عادت إلى أفريقيا وإن أفريقيا عادت إلى إسرائيل، وهو احتفاء واضح بالعلاقات مع القارة السمراء ومنها السودان من وجهة النظر الإسرائيلية التي تأتي بعد احتفاء مشابه بخطوات مماثلة قامت بها دول عربية.
من جهته، قال وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح، إن هذا اللقاء تم دون علم المجلس.
وأضاف في بيان أن مجلس الوزراء ينتظر عودة البرهان لتقديم توضيحات. وأشار صالح إلى أن مجلس الوزراء سينعقد اليوم الثلاثاء للنظر في هذا الأمر.
مساع وإشادة
يأتي ذلك بينما أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بما اعتبرها مساعي من رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن بومبيو والبرهان أكدا في مكالمة هاتفية رغبتهما في توسيع مشاركة السودان إقليميا ودوليا.
وقال مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم مسلمي الكباشي، إن هذا اللقاء السوداني الإسرائيلي سبقته قبل ثلاثة أسابيع زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش للخرطوم، إلا أنه أشار إلى أن كواليس هذا اللقاء لم تسرّب وتم الحديث فقط عن العلاقات بين البلدين.
وقال الكباشي إنه من الواضح أن لقاء البرهان ونتنياهو تم التجهيز له منذ أسابيع، وإن التوقيت اختير بدقة بعد الإعلان الأميركي عن خطة السلام الأميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أنه يأتي وسط وضع اقتصادي مأزوم يشهده السودان.
من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن الفلسطينيين اعتبروا هذه الخطوة السودانية طعنة في الظهر، خاصة أنها تأتي بينما يقومون بحشد الدعم ضد الخطة الأميركية للسلام أو ما يعرف بصفقة القرن.
وبيّن أنه ومن وجهة النظر الفلسطينية فإن هذا اللقاء خدم المشروع الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في الانتخابات المقبلة.
نقلا عن: الجزيرة