أعربت شخصيات سياسية وثقافية موريتانية، اليوم الأحد، عن دهشتها من الفضيحة الدبلوماسية الهولندية بحق وزيرين تركيين، معتبرة أنها “تدخل ضمن محاولات غربية لعرقلة نهضة تركيا”، وتمثل “دليلا ساطعا” على دعم دول أوروبية للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وسحبت هولندا، أمس، تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أراضيها، ورفضت دخول زميلته وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية، فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر القنصلية التركية بمدينة روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها لاحقا إلى ألمانيا.
وقال القيادي في “المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة”، أكبر تحالف معارض في موريتانيا، “أج ولد أدي”، إن ما قامت به هولندا هو “تصعيد خطير ودليل ساطع على دعم بعض الدول الأوروبية لمنفذي المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا”.
واعتبر “ولد أدي”، في تصريح للأناضول، أن “الفضيحة الهولندية تدخل ضمن حملة منظمة في بلدان الغرب ضد أنقرة تهدف إلى عرقلة نهضة تركيا التي باتت أهم فاعل في المنطقة”.
ومضى قائلا إنه “من الجنون أن تتصرف دولة تقول إنها ديمقراطية، بهذا الشكل، لقد أثبتت أوروبا أن ديمقراطيتها مزيفة، وأثبتت الحكومة التركية أنها قادرة على مقارعة الكبار والدفاع عن قيمها”.
وكان من المقرر أن يشارك الوزيران التركيان مع أفراد من الجالية التركية بهولندا في فعاليات مؤيدة للتعديلات الدستورية المقترحة في تركيا، والمقرر إجراء استفتاء شعبي عليها في 16 أبريل/ نيسان المقبل.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الخميس الماضي، أن دولا أوروبية (لم يسمها) تعمل من أجل رفض التعديلات الدستورية في الاستفتاء، معربا عن قلقه في الوقت نفيسه من تزايد العنصرية بحق المسلمين في أوروبا.
فيما شدد رئيس المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية “مبدأ” (غير حكومي)، “محمد ولد سيد أحمد فال”، على أن “هولندا خرقت كل القوانين والاتفاقيات المنظمة للعلاقات الدولية بتصرفها تجاه الوزراء الأتراك”.
بدوره، قال “المختار ولد نافع”، وهو باحث في “المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الاستراتيجية” (غير حكومي)، إن “تركيا ستخرج قوية من هذه الأزمة”.
وأردف “ولد نافع”، في حديث للأناضول، أن “الفضيحة الهولندية كشفت زيف الديمقراطية الأوروبية، وأظهرت أن الصعود اللافت والقوي لتركيا إقليميا ودوليا بات مقلقا بالنسبة لعدد من بلدان أوروبا والغرب عامة”.
وشدد الباحث الموريتاني على “ضرورة تقوية الصف الداخلي بتركيا، ومواجهة التحديات بقوة”.
وبالقوة، فرقت الشرطة الهولندية مواطنين أتراك تجمعوا للتعبير عن رفضهم منع وصول موكب الوزيرة قايا إلى مدينة روتردام.
ونددت أنقرة، بشدة، بالفضيحة الدبلوماسية الهولندية، وطلبت من السفير الهولندي لديها، والذي يقضي إجازة خارج تركيا، ألا يعود إلى ممارسة مهامه لبعض الوقت.
المصدر:وكالة الأنضول