نشرت صحيفة “NZZ” الألمانية تحقيقا مطولا عن صعوبة المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام أسد، تحت عنوان “نحن في انتظار الموت”.
وأجرت الصحيفة لقاءات مع لاجئين سوريين في ألمانيا ومع سوريين ما زالوا يعيشون في سوريا، حيث قال اللاجئ “جورج عازار”: “لا يوجد لك مساحة للتفكير سوى بأسعار الغاز والكهرباء والخبز، وعندما تستيقظ في الصباح أول سؤال سوف تسأله ما هو سعر الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، كما أن النظام السوري يعتمد بشكل رئيسي على توفير العملة الأجنبية من خلال عمليات التهريب وتحويلات اللاجئين في الخارج لعائلاتهم التي مازالت بالداخل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “عازار” كان من الذين خرجوا ببداية الثورة السورية في المظاهرات السلمية ضد نظام أسد وبعد انتقال الثورة للعمل المسلح بسبب أفعال النظام قرر الخروج من سوريا.
كما التقت الصحيفة أيضا “حسن عباس” الذي يسكن في ضواحي دمشق، وقال البنية التحتية مدمرة ومع ذلك ازدادت الكثافة السكانية في هذه الأحياء المدمرة لأن الناس تبحث عن إيجار رخيص ولكن عندما تسكن في الضواحي عليك الانتباه من حواجز الأمن التي ربما تعتقلك أو تطلب منك المال.وأشارت إلى أن 83 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر وراتب الموظف لايعادل بأفضل الحالات إلا 30 دولارا، ويشتري الناس الثياب المستعملة، كونهم لا يملكون المال الكافي لشراء الثياب الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن نظام أسد يسيطر اليوم على حوالي 70% من الأراضي السورية ولكنه معزول دوليا ومحكوم من قبل إيران وروسيا، كما أن حوالي 50% من البنية التحتية مدمرة، والمواطن السوري ربما يستطيع العيش إذا كان يملك وظيفتين أو ثلاثة.
وذكرت الصحيفة أن جميع السوريين الذين قابلتهم يكررون عبارة أن الشعب السوري ليس لديه سوى هم وحيد وهو القدرة على البقاء حيا.
وختمت الصحيفة تحقيقها مع الصحفي “كرم منصور” الذي يعيش في سوريا، ويكتب تحت اسم مستعار للوكالات الأجنبية، وقال: “للأسف اليوم أصبحنا مجتمع عسكري فالمليشيات الطائفية سيطرت على الحياة العامة.. وأنا شخصيا أبحث عن طريقة للخروج لأن الناس هنا ينتظرون الموت فقط ومن يخرج من سوريا فقد كتب له عمر جديد”.
نقلا عن اورينت نت