كشفت نجمة البوب الألمانية سارة كونور، الجمعة 18 مارس/آذار 2016، عن بعض تفاصيل الفترة التي قضتها مع الأسرة السورية اللاجئة التي استقبلتها العام الماضي في منزلها ببرلين، وكم كان وداعهم صعباً.
وأوضحت كونور (35 عاماً)، في برنامج “9nach3” براديو بريمن، أن الأمر كان على النحو الذي يعيش فيه الأشقاء أو الأصدقاء في منزل واحد.
وأشارت كونور إلى أنه على الرغم من أن انتقالهم أعقبه هدوء أكثر في المنزل، لكن الوداع كان باكياً، وأن أطفالها الثلاثة كانوا أيضاً حزانى للغاية لرحيلهم.
وأوضحت أن أطفالها كانوا يخرجون دائماً مع الأطفال السوريين الذين استقبلتهم بعد العودة من المدرسة، وأن طفلها البالغ من العمر 4 أعوام لم يكن راضياً عن تقاسم أغراضه مع الأطفال السوريين ودخولهم إلى غرفته، لكنه كان أكثر مَنْ يسأل عنهم بعد ذلك.
المترجم الصغير
وقالت إن وضع العائلة السورية جيد جداً حالياً، وإن الأطفال تعلموا اللغة بسرعة فائقة لأنهم عثروا لحُسن الحظ على أماكن شاغرة في المدارس ودور الأطفال، مبينة كيف أنه كان ملاحظاً تطور قدرتهم على التحدث بالألمانية أسبوعاً تلو الآخر، وبالتحديد الطفل البالغ من العمر 11 عاماً، الذي يقوم بترجمة كل الكلام لأسرته.
وأضافت أن الأطفال السوريين كانوا يرسلون لها رسائل عبر “واتساب” عندما كانوا مقيمين لديها يقولون: “سارة أين أنتِ؟ أختي متى ستعودين؟ نحن نفتقدك؟”، مشيرة إلى أنهم يعرفون طبيعة عملها، وأنها كانت تقول لهم إن سارة تعمل، وإنها تسافر بالطائرة، وتغني “لا لا لا”، ثم ستعود.
ولفتت إلى أن الطفلة التي كان عمرها 4 أيام لدى وصولها للمنزل، قد كبرت الآن.
وقالت إن عدد أطفال الأسرة السورية كان في البداية 5، ولم تكن تعلم أن هناك أطفالاً آخرين ثم استمر وصول المزيد منهم ليصبح عدد أفراد الأسرة في النهاية 9، مشيرة إلى أن الأمر كان مرهقاً أحياناً.
وأشارت مغنية “From Sarah With Love” إلى أنه جاءت اللحظة التي قالوا فيها إنه “يجب أن نبحث عن منزل كبير لكم”، وانتقلوا بالفعل في مطلع شهر مارس/آذار الحالي، قبل جولتها الفنية.
وأوضحت: “في النهاية كان هناك 9 ضيوف، وكان أحدهم دائماً موجوداً، ولم يكن هناك إمكانية لأن تظل وحدك”، إلا أنها أكدت أنها ستستقبل مجدداً لاجئين في منزلها؛ لأن المجهود الذي يبذله المرء لا يقارن بما يحصل عليه في المقابل، مشيرة إلى ارتباطها العميق بالعائلة السورية القادمة من مدينة حلب، خاصة الأم، واصفة الوقت الذي أمضته مع العائلة السورية بأنه كان جميلاً ومكثفاً.
الإيماءات وسيلة التواصل
وقالت إنها لم تكن تستطيع التحدث كثيراً مع الأم دون مترجم، إلا أنه “مع ذلك كنا نجلس في الخارج ليلاً وندخن المئات من السجائر، ونحاول الحديث عبر الإيماءات والإشارات، وتقول أحياناً سارة (تحدثي) باللغة العربية وأقول لها (سوسو) بالألمانية، ثم نضحك وندخن سيجارة مجدداً، وهكذا نستطيع فهم بعضنا أيضاً (ضاحكة)”.
ورداً على سؤال من المذيع حول اندماج ضيفتها السابقة في المجتمع، قالت كونور إن السيدة السورية قد خطت خطواتها الأولى، فانتهت من التسجيل لدى السلطات وأصبحت تعرف الطرق ومحطات المترو جيداً، والأطباء الذين يريدون مراجعتهم.
وقالت كونور إن عائلتها والأسرة السورية التي تسكن بالقرب من منزلها يزورون بعضهم كثيراً، “ونطبخ معاً، ونأكل سوية”.
وكانت المغنية قد تصدرت عناوين الأخبار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما كشفت عن استقبالها أسرة سورية في منزلها.
وقال مقدم البرنامج في راديو بريمن إنه نشر أيضاً مقالاً في الصحيفة التي يعمل فيها عن ذلك حينها، وأنه فوجئ في ظل التعليقات المسيئة التي كان تطال المتعاطفين مع اللاجئين، بأنه شاهد الآلاف من التعليقات الإيجابية عنها، فعلقت كونور قائلة إن ذلك أسعدها.
هافينغتون بوست عربي