تسابق القوات الحكومية السورية الوقت لتحقيق مكاسب نوعية قبل بدء المفاوضات المرتقبة في 25 يناير المقبل في جنيف، مستفيدة من التردد الدولي، وخاصة من غموض الموقف الأميركي تجاه سقوط مواقع كانت تحت سيطرة معارضة معتدلة تم تدريب جزء منها في الأردن وتحت رعاية واشنطن وحلفائها العرب.
وقال الجيش السوري أمس إن قواته دخلت الساحة الرئيسية بمدينة الشيخ مسكين الواقعة بمحافظة درعا، وسيطرت على الأحياء الشرقية والشمالية بالمدينة التي تقع على واحد من طرق الإمداد الرئيسية من دمشق إلى مدينة درعا القريبة من الأردن.
وستعزز السيطرة على الشيخ مسكين التي تقع في قلب محافظة درعا قبضة الجيش على المنطقة المحصّنة جيدا والتي تمثل خط دفاع جنوبيا لحماية دمشق.
وأكد مصدر من مقاتلي المعارضة أن القوات دخلت إلى مشارف المدينة، لكنه قال إن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة.
ويأتي تقدم الجيش صوب الشيخ مسكين في إطار أول هجوم كبير له بجنوب سوريا منذ أن بدأت روسيا في 30 سبتمبر شن ضربات جوية دعما لحليفها الرئيس بشار الأسد، ووسط تقارير عن أن طائرات روسية قدّمت الدعم الجوي للهجوم البري الذي تشارك فيه قوات إيرانية وميليشيات حزب الله.
وقال محللون إن الهجوم السوري على مواقع المعارضة في الجنوب جزء من خطة روسية هادفة إلى فرض واقع جديد قبل الذهاب إلى جنيف، وذلك بدعم الأسد لتحقيق نجاحات عسكرية على أكثر من واجهة، ثم استهداف عدد من المعارضين الذين شاركوا في مؤتمر الرياض مثلما حصل مع قائد جيش الإسلام زهران علوش.
ومن الواضح أن الهدف من التحرك الروسي الواسع هو دفع المعارضة إلى خفض سقف شروطها للحوار، وبينها خاصة المطالبة برحيل الأسد.
وبينما يشترط المشاركون في مؤتمر الرياض أن يكون وفد المعارضة إلى جنيف مقتصرا على من تقترحه هيئة المفاوضات التي أعلنوا عنها، فإن روسيا تضغط عسكريا لفرض تمثيل الأكراد ومجموعات أخرى قريبة من النظام في جلسات الحوار.
واعتقلت السلطات السورية الأربعاء اثنين من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية عند الحدود مع لبنان، وهما أحمد العسراوي ومنير بيطار، وذلك أثناء توجّههما إلى الرياض للمشاركة في اجتماع تعقده الهيئة العليا للتفاوض.
العرب