ذكرت وسائل الإعلام العربية والألمانية أن اللاجئين السوريين في ألمانيا خلال عام 2024 قد حققوا إنجازات ملحوظة في مجالات متعددة، مما ساهم في تعزيز اندماجهم وإبراز دورهم في المجتمع الألماني.
المجال الطبي
ذكرت صحيفة DW أن الأطباء السوريون أصبحوا أكبر مجموعة من الأطباء الأجانب في ألمانيا، حيث بلغ عددهم 5758 طبيبًا، متقدمين على زملائهم من رومانيا واليونان. يمثلون بذلك 1.3% من إجمالي الأطباء في البلاد، مما يعكس إسهامهم الكبير في القطاع الصحي.
سوق العمل
وبحسب “الجزيرة نت” وفقًا لدراسة نُشرت في ديسمبر 2024، يُقدَّر أن العمال السوريين يشكلون حوالي 0.6% من سوق العمل الألماني، أي نحو 287 ألف شخص. يعمل العديد منهم في قطاعات تعاني من نقص في اليد العاملة، مثل الصحة والنقل اللوجستي، مما يبرز دورهم في تلبية احتياجات الاقتصاد الألماني.
التعليم والتدريب
أظهرت الإحصائيات أن نحو 22% من السوريين في ألمانيا لديهم مؤهلات مهنية، مع وجود 106 آلاف أكاديمي بينهم. بالإضافة إلى ذلك، يواصل العديد من اللاجئين السوريين دراستهم وتدريباتهم المهنية، مما يعزز فرصهم في الاندماج والمساهمة في المجتمع ، بحسب DW.
التحديات والفرص
قالت صحيفة DW أنه على الرغم من هذه النجاحات، يواجه اللاجئون السوريون تحديات، أبرزها نقص المهارات اللغوية والاعتراف بالمؤهلات المهنية، حيث يعمل العديد منهم في وظائف لا تتطلب مؤهلات خاصة، مما يجعلهم عرضة للتأثر بالتطورات التكنولوجية واستبدال العمالة بالآلات. مع ذلك، فإن استمرارهم في التعليم والتدريب يسهم في تعزيز فرصهم المستقبلية.
التأثير على الاقتصاد الألماني
أشارت دراسة ذكرتها شبكة الجزيرة إلى أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قد تؤدي إلى تفاقم نقص اليد العاملة في قطاعات أساسية بألمانيا، ولا سيما الأطباء حيث تتخوف الحكومة الألمانية من عودة الكثير من الأطباء السوريين إلى وطنهم بعد سقوط نظام السوري ، مما يبرز أهمية دور السوريين في الاقتصاد والصحة.
وفي سياق متصل فقد أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز في تصريحاته عن ترحيبه باللاجئين السوريين الذين نجحوا في الاندماج في المجتمع الألماني وساهموا في الاقتصاد والثقافة. وأشاد شولتز بجهودهم في تعلم اللغة والانخراط في سوق العمل، مما يعكس نجاح السياسات الألمانية في استقبال اللاجئين. كما أكد على أهمية تعزيز التعايش السلمي وتشجيع اللاجئين على المشاركة في بناء المجتمع.