يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو، مساء اليوم (الاثنين)، في زيارة رسمية احتفاء بمرور 25 عاما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والبحث في تعميق علاقات التنسيق بين جيشيهما في سوريا، وفحص إمكانية التصدي للمبادرة الفرنسية.
وقد كشف مصدر سياسي في تل أبيب، أمس، عن أن نتنياهو، الذي سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، سيقترح تعميق الدور الروسي في الجهود الرامية إلى دفع مفاوضات السلام الإسرائيلية العربية. وقال هذا المصدر، إن «غياب لافروف عن مؤتمر باريس، الجمعة الماضي، يشجع نتنياهو على إمكانية رؤية التسوية الشرق أوسطية بالمنظار نفسه الذي تراه فيه روسيا. وهو يريد أن يفحص إن كان هذا الغياب يشكل موقفا سياسيا يلائم الموقف الإسرائيلي الرافض للمؤتمرات الدولية، والذي يرى أن التسوية يجب أن تتحقق بمفاوضات مباشرة بين الطرفين».
وسيحاول نتنياهو، وفقا للمصدر نفسه، «إقناع بوتين بضرورة الامتناع عن تعزيز قوة إيران العسكرية».
المعروف أن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا، كانت قد بدأت مع قيام إسرائيل سنة 1948، لكنها توقفت بعد حرب 1967، واستؤنفت فقط بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، وفتح أبواب روسيا لخروج أكثر من مليون روسي إلى إسرائيل وانطلاق مؤتمر مدريد للسلام في سنة 1991. وقد بادر نتنياهو إلى دعوة نفسه إلى موسكو للاحتفاء بهذه الذكرى، فرحب بوتين بالزيارة. وتعتبر هذه ثامن زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى موسكو منذ إعادة العلاقات، بينها ثلاث أجراها نتنياهو بنفسه.
وسيبحث نتنياهو في موسكو، إضافة إلى العلاقات الثنائية وموضوع المفاوضات، أيضا مواصلة وتعميق التنسيق الأمني في سوريا بين البلدين، الذي تم وضع أسسه خلال زيارة نتنياهو قبل الأخيرة إلى موسكو في سبتمبر (أيلول)، وتم تعزيزها في أبريل (نيسان) الماضي. وخلافا لزيارات نتنياهو إلى العاصمة الروسية، خلال الفترة الأخيرة، التي كانت تستمر لساعات عدة، فإن الزيارة الحالية، ستستمر ليومين. وقال بيان صادر عن الكرملين، إن «بوتين ونتنياهو سيلتقيان الثلاثاء في الكرملين، وسيبحثان في تطبيق الاتفاقيات والتفاهمات التي توصلا إليها خلال زيارة سابقة لنتنياهو إلى موسكو».
ووفقا لتقارير إسرائيلية، فإن نتنياهو وبوتين اتفقا خلال لقاءات سابقة بينهما على التنسيق الأمني بين جيشي الدولتين بكل ما يتعلق بسوريا، وأن يكون لسلاح الجو الإسرائيلي حرية العمل في ضرب أهداف لما يسمى «حزب الله» في سوريا. وقد نفذت إسرائيل غارات عدة ضد أهداف كهذه بعد التدخل العسكري الروسي هناك، من دون تدخل روسي، والعكس بالعكس. فقد نفذت روسيا مئات الغارات في سوريا من دون تدخل إسرائيلي، علما بأن طائرات روسيا اخترقت أجواء إسرائيل مرات عدة خلال هذه الفترة. فتفهمت إسرائيل الأمر ولم تحدث بسببه أزمة بين الطرفين. وتضع إسرائيل خطوطا حمراء للاعبين في سوريا، أهمها: الامتناع عن نقل أسلحة من سوريا إلى ما يسمى «حزب الله» في لبنان ومنع التنظيمات الإسلامية، سواء ما يسمى «حزب الله» أو قوى المعارضة السورية من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل.
الشرق الأوسط