الصراع اليوم في ليبيا يعتمد بشكل أساسي على الدعم العسكري الخارجي للأطراف المتصارعة المتمثلة بحكومة الوفاق الشرعية وقوات الجنرال خليفة حفتر التي تسيطر على الشرق الليبي وبعض المناطق الغربية.
استطاعت قوات حفتر في وقت مضى وبدعم مصري سعودي إمارتي إضافة لقوات فاغنر الروسية من السيطرة على مساحات واسعة ومحاصرة طرابلس من عدة محاور والبدء بعملية اقتحامها بهدف السيطرة عليها وإسقاط حكومة السراج.
لكن دخول تركيا ودعمها العسكري على خط الصراع قلب الموازين نوعاً ما، وأعطى قوات الوفاق توازن عسكري نسبي في مواجهة الدعم اللا محدود لقوات حفتر من مصر والإمارات بشكل مباشر .
و استطاعت قوات الوفاق قبل عدة أيام السيطرة على أكثر من ١٣ منطقة و اهمها مدينة صبراتة خلال ساعات قليلة ومحاصرة قاعدة الوطية الجوية أهم قواعد حفتر العسكرية في الغرب الليبي حسب ما أعلنت غرفة بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق.
واليوم تتقدم قوات الوفاق بسرعة وتكتيك عالي نحو مدينة ترهونة الاستراتيجية و استطاعت من دخولها و أسر ما يقارب ١٠٢ عنصرا من قوات حفتر و اغتنام ٤ دبابات و٤ عربات عسكرية ومدفع هاوزر وقاذفات هاون وغيرها من الأسلحة .
وكان للطائرات المسيرة التركية بيرقدار دور هام بتغير موازين القوى بسبب انخفاض تكلفة الاستخدام ودقة الإصابة فضلاً عن سرعتها بالأداء، إضافة لقيام وحدات تركية خاصة من تقديم المشورة والتدريب لقوات الوفاق ما رفع كفاءتهم القتالية وخبرتهم بأساليب الحرب الحديثة والتقنية .
من المبكر الحديث عن إنهاء سيطرة قوات حفتر بشكل كلي خاصة أنه يسيطر على مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية إضافة للدعم العسكري المتزايد وإدخال مرتزقة الفاغنر الروسية المدربين لميدان القتال المباشر بشكل مكثف ،لكن تبدل استراتيجية الوفاق من الدفاع للهجوم ينذر بأيام صعبة وقاسية من المواجهات قد تشكل نهاية لقوات الجنرال المنقلب حفتر.
المركز الصحفي السوري _ أنس عبد اللطيف