في خطوة قد تسهم في تخفيف أزمة الطاقة التي تعاني منها سوريا، تقترب ناقلة النفط الروسية “سكينة” من شواطئ البلاد محمّلة بنحو مليون برميل من الخام الثقيل. لكن اللافت أن الناقلة، الخاضعة للعقوبات، استخدمت إشارات تتبّع مزيفة تشير إلى وجهة مغايرة نحو بورسعيد المصرية، في محاولة للتحايل على أنظمة المراقبة الدولية.
وبالتزامن مع ذلك، أكملت ناقلة النفط “أكواتيكا” تفريغ شحنتها في ميناء بانياس، لتكون أول شحنة نفط ضخمة تصل إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. وأظهرت بيانات شركة “كبلر” أن الناقلة، المُدرجة على قائمة العقوبات الأميركية، حملت 700 ألف برميل من النفط الروسي الخفيف، وسلكت مسارًا مماثلًا لإخفاء موقعها الحقيقي.
وأكد مدير العلاقات العامة في وزارة النفط السورية، أحمد سليمان، أن دمشق تتعامل مع شركات وليس مع دول، مشيرًا إلى أن بعض السفن التي تحمل النفط إلى سوريا ترفع أعلام دول أخرى مثل أذربيجان ونقلاً عن منصة الطاقة ، تواجه سوريا تحديًا في تأمين النفط بعد تعليق الإمدادات الإيرانية في ديسمبر 2024، ما أدى إلى توقف مصفاة بانياس، الأكبر في البلاد. وفي الفترة الأخيرة، وصلت شحنات صغيرة، من بينها ناقلة مجهولة المصدر حملت 20 ألف برميل إلى ميناء طرطوس، وسط تكهنات بأنها قد تكون للقاعدة الروسية هناك.
كما رصدت بيانات “كبلر” وصول ناقلة أخرى، “جيويا ميا”، تحمل 33 ألف برميل من المازوت، بعد أن كانت تبث إشارات تشير إلى وجهة مختلفة في لبنان، ما أثار جدلًا حول مصدر الشحنة، الذي قد يكون روسيا، اليونان، أو رومانيا.
ومع تزايد الشحنات الروسية إلى سوريا عبر مسارات معقدة، تسعى موسكو إلى تأمين سوق جديد لنفطها رغم العقوبات الأميركية والأوروبية. فهل تنجح في ذلك، أم أن الغرب سيتخذ إجراءات أشد لوقف هذه الإمدادات؟