شن تنظيم “داعش” صباح أمس الخميس 18 مايو/أيار، هجوماً واسعاً على قوات النظام وميليشياته في قريتي عقارب الصافية والمبعوجة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من قوات والميليشيات الموالية له، بالإضافة إلى ما يزيد عن عشرة أشخاص من المدنيين في قرية عقارب الصافية، تضاربت الروايات حول من قتلهم.
وتقول الرواية الأولى إنهم قتلوا على يد المليشيات الشيعية والشبيحة، وقاموا بتصويرهم على أن عناصر التنظيم قاموا بقتلهم على اعتبار أنهم عائلات من البوحسن والمعاطة والحجاج، من أبناء عشيرة الحديدين، وتتحدث الرواية الثانية أن التنظيم هو من قام بقتلهم والتنكيل بهم أثناء محاولته السيطرة على القرية والتغلغل بداخلها.
وفي بيان ينفي مضمونه الرواية الأولى، أصدر تنظيم “داعش”، وعبر وكالة أعماق المقربة منه، بياناً يشرح فيه مجريات ما أسماها (الصولة)، جاء فيه “صال عدد من جنود الخلافة على مواقع الجيش النصيري في قرية عقارب الصافي في ريف حماة الشرقي، حيث بدأت الصولة بتسلل المجاهدين إلى القرية ليعملوا بمن فيها قتلاً وتنكيلاً، حتى بسطوا سيطرتهم عليها، لتقوم بعدها سرايا الإسناد بمشاغلة المرتدين واستهداف مواقعهم في قريتي المبعوجة والصبورة بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، كما تم استهداف مدينة السلمية بعدد من صواريخ الغراد، وعاد المجاهدون بعد انتهاء الصولة إلى مواقعهم حاملين ما من الله عليهم من غنائم”.
الناشطة “وردة”، من أبناء قرية عقارب الصافية، قالت إن عناصر “داعش” تسللوا ليلاً بشكل منفرد حتى اكتمل عددهم عند الفجر، و تمركزوا بالمدرسة الريفية، و تسلقوا خزان المياه في القرية، ووضعوا قناصاً عليه، ودخلوا البيوت القريبة و تمركزوا فيها، ومنها عائلة “شبيب” التي قتلوها من أجل عدم انكشاف أمرهم.
وأضافت “وردة” في حديث لـ (كلنا شركاء)، أنه عند اكتمال العدد وتوزعهم بشكل كامل، بدأوا بالتكبير وإطلاق النار تمهيداً للدخول نحو مواقع النظام والميليشيات المساندة له، ما أثار الرعب في صفوف المدنيين وجعلهم يسرعون للهروب من المنطقة، الأمر الذي جعلهم عرضة للقنص والرصاص العشوائي.
وتابعت “وردة” بأن جميع المدنيين الذين قتلوا يسكنون في المناطق المحيطة بالمدرسة الريفية، وبعد استقدام النظام للتعزيزات وحصول الاشتباك وتدخل الطيران الذي استهدف القرية والمنطقة التي تسلل إليها عناصر داعش، بدأ العناصر بالانسحاب، وأوعزوا إلى المجموعات المتمركزة خارج القرية باستهدافها بالقذائف لتأمين الانسحاب.
وترى “وردة” أن هجوم داعش على عقارب الصافية هي محاولات من النظام عبر تسهيل دخول “داعش” إلى قرى السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية، بهدف المتاجرة بها على المستوى الدولي، كما حدث في مدينتي معلولا ومحردة، عبر إظهار أن النظام هو من يقف سداً في وجه من يقوم بقتل وتشريد الاقليات الدينية والعرقية في سوريا.
وتعتبر منطقة السلميّة تاريخياً موطن الطائفة الإسماعيلية في سوريا، وتشكل النسبة العظمى في قرية عقارب الصافية، وشهدت حراكاً ثورياً مع انطلاقة الثورة السورية، وشاركت مع الأم الأكبر مدينة السليمة في التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، ما أدى إلى تعرض ناشطيها، أسوة بغيرهم، إلى أشدّ أنواع القمع والاعتقال.
كلنا شركاء