قالت ناشطة في مدينة السويداء جنوب سوريا إن المظاهرات الأخيرة ضد نظام بشار الأسد جاءت بـ “سقف عال ومطالب جديدة غير مسبوقة في المدينة”.
وكانت مظاهرات خرجت قبل أيام في محافظات السويداء ودرعا جنوبا وحلب شمالا، تنديدا بالواقع الاقتصادي المتردي.
وجاءت هذه الاحتجاجات عقب قيام السلطات باعتقال ناشط مشارك في المظاهرات، وملاحقة آخرين من قبل فروع الأمن التابعة للنظام في المدينة.
وقالت نورا الباشا -وهو اسم مستعار لإحدى الناشطات- إن المتظاهرين هتفوا لـ “الحرية” وردّدوا شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” كما رفعوا علم الثورة السورية.
وأضافت الناشطة للجزيرة نت أنها مع أصدقائها يريدون إبلاغ رسالتهم ومطالبهم للعالم كشباب ثائر في المدينة، دون الإضرار بأي من مناحي الحياة.
وتابعت “لم تتوقف المظاهرات منذ الأحد الفائت، مطالبنا كسر حالة الخنق والضغط التي يمارسها النظام، الحل هو ذهاب هذا النظام وإبعاد كل القوى الأجنبية المتدخلة في بلادنا”.
وكشفت أن الأمن السوري تعامل بحيادية مع المتظاهرين، ما عدا بعض المناوشات وحالات اعتقال خلال اليومين الماضيين.
“بدنا نعيش”
ويبدو حراك السويداء الأخير انعكاسا لانهيار العملة وتردي الأوضاع الاقتصادية لسكان مناطق النظام، حسب الصحفي والكاتب من السويداء مضر الدبس الذي اعتبر أن حراك اليوم في أصله امتداد لحراك مطلبي يختزله شعار “بدنا نعيش” الذي لاقى ترحيبا واسعا حتى من قبل مؤيدي الأسد.
ويضيف الدبس “قبل أيام جعل النظام الموت قريبا وحاضرا بقوة” في إشارة لحادثة كانت من عوامل تصاعد الحراك وهي مقتل 15 شابا في بلدة “القريا” بريف السويداء بعد اشتباكات مع مجموعات الفيلق الخامس المحسوب على روسيا.
خصوصية السويداء
وفي ظل عدم وضوح إمكانية استمرار هذه المظاهرات من عدمها، وكيفية تعامل النظام معها خلال الأيام القادمة، يرى الدبس أن أهالي السويداء من طائفة “الدروز” يسعون اليوم إلى الانخراط أكثر في الحراك الوطني كما في المدن المجاورة درعا أو غوطة دمشق.
ويفسر الدبس الخصوصية السياسية للمحافظة في فترة الثورة وارتباطها بالحراك الحالي، بالقول إن النظام كان جاهزا في السويداء أكثر من أي منطقة سورية أخرى لكافة السيناريوهات.
واعتبر أن النظام استفاد من فترة التصعيد بينه وبين الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط عقب حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، حيث اهتم حافظ الأسد وزوجته بالمدينة وأدوا زيارات عديدة لها، كما اهتمت أجهزة الأمن بفهم تركيبة المدينة وتفكيكها والاستعداد لكل السيناريوهات.
نقلا عن الجزيرة