وأبدى الناشطون تخوفهم من هجوم مباغت يعرض النازحين قرب الحدود التركية السورية لمزيد من المخاطر، مناشدين المنظمات الإنسانية لاحتواء الأزمة.
وقد دعا الناشط التركماني علاء جابر أهالي الساحل لتلبية نداء الواجب بعد أن علِقت مئات العوائل من النازحين عند الحدود التركية بانتظار فتحها من قبل السلطات هناك.
وقال جابر إن أكثر من 47 قرية في منطقة ريف اللاذقية هجرت في الفترة الأخيرة، واضطر كثير من الأهالي إلى النزوح للمنطقة الحدودية أو قرى بريف إدلب رغم سوء الوضع المادي لهم، حيث لا أموال لديهم لاستئجار منازل تقيهم برد الشتاء، مضيفا أنهم قاموا بإزالة الخيم التي تركها أصحابها خشية تقدم قوات النظام التي تبعد فقط مقدار كيلومترين عن منطقتهم.
نازحون من مخيم اليمضية بعد أن تركوا قراهم التي هاجمها النظام السوري (الجزيرة نت) |
وأشار إلى أن النازحين انحصر وجودهم الآمن في مناطق البيضاء واليمضية، لكنه شدد على أن الوضع قد يتغير مع تقدم قوات النظام وقصف الطيران الروسي في أي لحظة.
وفي السياق ذاته، تخوف عضو منظمة سيما الطبية العاملة في الساحل الطبيب عثمان منلا من تردي الوضع الطبي مع وقوع جرحى من قصف الطيران وإغلاق جميع المشافي العاملة بالمنطقة، ماعدا مركزين طبيين عند الشريط الحدودي يعملان بكوادر طبية محدودة.
مخاوف النازحين
كما أوضح مسؤول إغاثي في مخيمات اليمضية -يدعى أبو محمد- صعوبة الوضع الإنساني الموجود حتى قبل تقدم النظام السوري في المنطقة، مما يعني المزيد من الحاجة الإغاثية الملحة للمنطقة في ظل موجات البرد الحالية.
وأشار أبو محمد إلى أن زيادة أعداد النازحين عن السنوات السابقة خلال الشهرين الماضيين تضاعف معاناة المنطقة، بسبب المعارك الدائرة بين قوات المعارضة وقوات النظام وكثافة الغارات الروسية التي تصل إلى مئة طلعة جوية خلال يوم واحد على قرى الجبل، الأمر الذي أجبر السكان على الفرار بأرواحهم دون حمل أي نوع من أمتعتهم الخاصة.
وأضاف أن وجود النازحين بين خطي نار يعرض حياتهم مع أطفالهم لمخاطر عدة أشدها عليهم وقوعهم في قبضة النظام، بعد سيطرة قواته على كامل الشريط الحدودي مع تركيا من خلال تقدمه لقرية البيضاء وبقاء الحدود مغلقة.
من جانب آخر، نفى مدير منظمة “آي أتش أتش” (IHH) في منطقة الساحل مصطفى جولحة -للجزيرة نت- أي تمييز من قبل سلطات أنقرة بخصوص دخول النازحين إلى الأراضي التركية، كما أشيع عن إدخالتركيا العوائل التركمانية فقط، وأكد جولحة دخول بعض الأعداد القليلة من النازحين العرب والتركمان، ولكن العقبة الأهم في استقبال باقي النازحين عدم توفر مخيمات جاهزة لهم.