تركيا بوست
أوضح نائبُ رئيس الوزارء التركي، نعمان قورطولموش، أن “الاحتلال الأمريكي للعراق، ولاحقاً السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، واستثناء غالبية الشعب السوري من المشاركة السياسية في سوريا، والوضع الذي تأتّى نتيجة ذلك، ومازالت تبعاته تتواصل، كلها عوامل أفرزت تنظيم داعش”.
وأضاف قورطولموش أن “داعش لن يكون له ذكرٌ بين الناس بعد سنوات عند انتهاء المهمة الموكلة له، كما حدث مع القاعدة، التي كانت حديث العالم في وقتٍ من الأوقات، واليوم بالكاد تذكر”.
واعتبر قورطولموش أن “الدولة العثمانية نجحت في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، لأنها عرفت كيف تنشر بين شعوب المنطقة ثقافة المصير المشترك الذي يجمعها”، لافتاً أن “استغلال الفروقات المذهبية والعرقية خلال ممارسة العمل السياسي خيانة للأمة الإسلامية والجغرافيا والشعوب”.
ورأى قورطولموش أن “داعش والاسلاموفوبيا ظاهرتان تخدمان هدفاً واحداً، فالأول شوّه صورة الإسلام ويقدّمه بشكلٍ وحشي، والآخر يستغل هذه الصورة للهجوم على الدين الحنيف”، مشيراً أن المستفيد الأول من كلتا الظاهرتين هي إسرائيل، وتجّار الأزمات، والسلاح، وأمراء الحرب”.
وأكّد المسؤول التركي على ضرورة تقديم المسلمين خطاباً جديداً للعالم، وخاصة من خلال “مبادرة تحالف الحضارات”، التي أطلقها عام 2005 كلٌ من رئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، ونظيره الإسباني، خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو، بناءً على الاقتراح الذي تقدّم به الأخير.
جديرٌ بالذكر أن المبادرة تهدف إلى تكوين إرادة سياسية مشتركة من أجل مواجهة الأحكام المسبقة، والفهم الخاطئ، والاستقطاب الناجم عن أجواء الشكّ المتبادل، والخوف السائد بين الدول الإسلامية، والمجتمعات الغربية، واكتسبت المبادرة طابعاً أممياً في وقت لاحق بعد اعتمادها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.