أنطاكيا- «القدس العربي»: يتوجس أهالي دير الزور، من تزايد التحركات الإيرانية في المحافظة الواقعة إلى الشرق من سوريا على المستويين العسكري والمدني.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، سجلت المدينة أول معسكر لتجنيد الأطفال، أقامه مركز كشافة اللجنة الشعبية للصداقة السورية – الإيرانية. وذكرت مصادر محلية وشبكة «صدى الشرقية»، أن عناصر في مليشيات موالية لإيران، تتولى تدريب العشرات من أطفال دير الزور ممن تتراوح أعمارهم بين 8-12 عاماً، على استخدام الأسلحة وتنظيم الاستعراضات العسكرية، في معسكرات «كشافة المهدي». وتابعت بالإشارة إلى تعاون منظمة «شبيبة الثورة» التابعة للنظام السوري، في الإشراف على المعسكر، الذي يقام حالياً في حي العمال، في مركز مدينة دير الزور.
يأتي ذلك، بعد أيام قليلة على افتتاح ميليشيات تابعة للحرس الثوري في إيران، لمركز «كشافة المهدي» في مدينة دير الزور، وفق ما أكدت مصادر محلية.
وأوضحت، أن المركز يستهدف تنظيم فعاليات عسكرية رياضية للأطفال، بهدف زرع الأفكار العقائدية في فكر الأطفال، وجعلهم من المناصرين للوجود الإيراني في المنطقة، مشيرة إلى أن الأطفال في المعسكر يتلقون مبادئ علم السلاح، وكيفية التصويب وإطلاق النار على أهداف ثابتة، لتبدأ بعدها الدورات الصيفية المكثفة فيتخرج هؤلاء الشباب بعد عامين مقاتلين متمرسين في مختلف أنواع الأسلحة ومستعدين لخوض أعنف المعارك.
وأشار مدير منظمة «العدالة من أجل الحياة» جلال الحمد، من دير الزور، إلى قيام «المركز الثقافي الإيراني» في دير الزور بالإشراف على كل التحركات الإيرانية في المدينة.
وأكد لـ «القدس العربي» أن المركز ينشط في اتجاهين، الأول إغاثي وإنساني، حيث يقوم المركز بتوزيع الحصص الإغاثية على المحتاجين بشكل متقطع، أما الاتجاه الثاني فيركز على إقامة أنشطة بسيطة ذات طابع احتفالي في المدارس الابتدائية، بشكل رئيسي. واستدرك قائلاً: «لكن هذه الأنشطة ليست بالحجم الكبير، ويتم تنظيمها من حين لآخر، يتم فيها توزيع الهدايا على الأطفال».
وحول الغرض الإيراني من كل ذلك، قال الحمد: إن إيران تولي أهمية خاصة لدير الزور، نظراً لأهميتها الجغرافية، كونها تشكل صلة الوصل بين المناطق السنّية العراقية والسورية من الأنبار إلى حلب، وثانياً نظراً للثروات الباطنية المتركزة فيها.
وأضاف «كانت التوجهات الإيرانية بالحفاظ على تواجده في دير الزور، واضحة وقوية، حيث حافظ النظام على سيطرته على بعض الأحياء فيها، رغم تعاقب السيطرة على المحافظة، وسيطرة تنظيم الدولة على الجزء الأكبر منها». وتابع الحمد، أن الوجود الميايشاوي الإيراني لم ينقطع عن دير الزور أثناء كل تلك الفترة، التي كانت فيها مناطق سيطرة النظام محاصرة كلياً من تنظيم الدولة، ما يشير إلى أهمية دير الزور بالنسبة لإيران.
وبالعودة إلى النشاط الإيراني في المحافظة، لفت الحمد إلى تمويل الحرس الثوري الإيراني للجمعيات والمنظمات الإيرانية، التي تستهدف أحياء المدينة، وريفها الشرقي بشكل أكبر، لتشكيل قاعدة محلية تضمن السيطرة على المنطقة لعقود طويلة. ولم يذهب الصحافي أحمد طلب الناصر، من دير الزور، بعيداً عن القراءة السابقة، مؤكداً في حديث خاص لـ»القدس العربي» أن إيران بتركيزها على الأطفال وتدريبهم على القتال، وزرع الأفكار العقائدية لديهم، إنما هي تقوم بمحاولة تمكين مشروعها المستقبلي في سوريا، كما فعل تنظيم الدولة سابقاً، عندما أقام معسكرات «أشبال الخلافة». وأضاف أن إيران وبتواطؤ مع النظام، تقوم وبكل أريحية بالتحرك داخل مؤسسات الأخير المعنية بالأطفال (منظمة طلائع البعث، ومنظمة شبيبة البعث)، لاستهداف الأطفال، مستغلة عوامل عدة، منها الفقر الشديد للأهالي، والخوف من غضب السلطة، في حال عدم تعاون الأهالي مع تحركات إيران. وقال إن «رفض الأهالي، أو منعهم لأطفالهم من الانخراط في هذه الأنشطة، قد يعرضهم للملاحقة والتهديدات، فضلاً عن قطع المساعدات الإغاثية، وهذا الأمر تستغله جيداً إيران ومليشياتها».
وأردف الناصر، أن ما يساعد القوى الموالية لإيران على كل ذلك في دير الزور، وجود قواعد شعبية لها، وتحديداً في ريف دير الزور الشرقي، حيث نجحت إيران سابقاً في نشر مذهبها الشيعي في قريتي حطلة ومراط.
نقلا عن القدس العربي