إثر النكسات الانتخابية التي تعرضت لها مؤخرا بسبب مسألة الهجرة، تلتقي المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل السبت في فيينا زعماء دول “طريق البلقان” التي تسعى الى تحرك ضمن التكتل الاوروبي لإيجاد حل لتدفق المهاجرين الى أوروبا.
ونظم المستشار الاشتراكي الديمقراطي النمساوي كريستيان كيرن الاجتماع الذي يحضره رؤساء حكومات او ممثلون من عشر دول اخرى والاتحاد الاوروبي.
وبعد عام على أزمة طالبي اللجوء التي هزت أوروبا خلال صيف وخريف عام 2015، انتهت سياسة الأبواب المفتوحة التي اعتمدها الاوروبيون لفترة.
وفور وصوله الى مكان الاجتماع الذي بدأ في فيينا، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان الاجتماع “سيعيد التاكيد على أن طريق البلقان مغلقة”، وأن الاولوية هي ل”إعادة السيطرة الفعالة على الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي”.
ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، عبر أكثر من 300 ألف مهاجر العام 2016 البحر المتوسط للوصول الى اوروبا، لا سيما الى إيطاليا. وهذا الرقم أقل من أعداد الوافدين خلال الأشهر التسعة الاولى من عام 2015 (520 الفا)، لكنه أكبر من عام 2014 بأكمله (216 الفا).
وتنطلق “طريق البلقان” من اليونان الى أوروبا الغربية، وسلكها مئات الآلاف من المهاجرين حتى آذار/مارس. وما يزال المئات منهم يحاولون بشكل سري يوميا عبور الحدود التي تخضع لمراقبة مشددة حاليا، كما أنها مغلقة بواسطة الاسلاك الشائكة.
وقال المستشار النمساوي لصحيفة “كلاينه تسايتونغ” ان لقاء فيينا، على غرار اجتماعات اوروبية أخرى سابقة، سيحاول وضع المصالح الوطنية جانبا من أجل “تسريع عملية اتخاذ قرار” مشترك من ثلاثة جوانب.
واوضح ان هذه الجوانب هي “تحسن كبير في مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي”، ودعم اللاجئين في البلدان المجاورة لوطنهم الاصلي، و”خطة مارشال” اقتصادية لافريقيا تهدف الى تشجيع التعليم والتوظيف.
وتابع كيرن ان “اجتماعا واحدا لن يؤمن حلولا كبيرة”، معربا عن الأمل في أن يشكل اجتماع السبت خطوة في هذا الاتجاه.
كما عبر عن أمله في أن يكون برنامج تعاون أوروبي مع مصر والاردن ولبنان جاهزا بحلول كانون الاول/ديسمبر، لتثبيت مئات الآلاف من اللاجئين في هذه الدول ممن يرغبون في الوصول الى اوروبا.
واكد المستشار النمسوي ان قضية الهجرة “لن تحل في خريف هذا العام، او حتى في عام 2017”.
وتحولت مسألة استقبال اللاجئين الى مصدر للتوتر في أوساط الرأي العام في اوروبا. كما انها تغذي اندفاعة الاحزاب السياسية الشعبوية من اليمين المتطرف في النمسا والمانيا وفرنسا.
– تجنب الفوضى –
وقد أقرت ميركل مؤخرا بأنها ارتكبت خطأ في سياسة الهجرة في أعقاب نكستين انتخابيتين كبدها إياها اليمين الشعبوي. وبدا واضحا أن الناخبين جعلوها تدفع ثمن انفتاحها على استقبال اللاجئين.
ويشارك ايضا في الاجتماع رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، احد منتقدي سياسة الاستقبال التي تجسدها المستشارة والآلية الاوروبية لاعادة توطين اللاجئين. وهو سينظم استفتاء حول هذه الآلية في بلاده في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
وتعهدت ميركل مؤخرا القيام بكل ما يلزم لتجنب فوضى جديدة مماثلة لما حدث في خريف عام 2015 عندما “فقدت السيطرة” على الحدود بشكل جزئي.
ومن المتوقع أن يطالب رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس في فيينا بمزيد من التضامن مع بلاده التي تستقبل 60 الفا من طالبي اللجوء العالقين هناك. كما ان الآلاف عالقون في بلغاريا وصربيا، بسبب تشديد الرقابة على الحدود الداخلية للاتحاد الاوروبي.
وتشارك رومانيا وكرواتيا وسلوفينيا وكذلك مقدونيا والبانيا، وهما من خارج الاتحاد الاوروبي، كما صربيا في اجتماع فيينا.
وأدى إغلاق “طريق البلقان” والتوقيع على اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا في آذار/مارس، الى انخفاض في عدد الوافدين عن طريق البحر الابيض المتوسط. وبموجب الاتفاق التركي الاوروبي، تشدد أنقرة الرقابة على حدودها لمنع تسلل مهاجرين وتحصل على مساعدات لإعادة مهاجرين انطلقوا من أرضها.
الا ان الاتفاق مع انقرة والتحكم في تدفق المهاجرين مهددان بالفشل اذا لم يتم إعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول الى فضاء شنغن في تشرين الاول/اكتوبر، وهو أمر طالبت به أنقرة خلال المفاوضات، وتنقسم إزاءه الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وتعرب المفوضية عن القلق حيال عدد المراكب التي تقل مهاجرين وتتحطم في البحر. فقد غرق زورق صيد كان يقل المئات الى ايطاليا الاربعاء قبالة مدينة رشيد المصرية ما أدى الى مقتل 162 شخصا.
أ ف ب