صرحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الحكومة الاتحادية والولايات قد تقرر في السادس من أيار/مايو المقبل تخفيف المزيد من القيود المفروضة على الحياة العامة على خلفية مكافحة جائحة كورونا.
وقالت ميركل مساء الخميس في برلين إن تأثيرات فتح المتاجر الذي بدأ يوم الإثنين الماضي لا يمكن تقييمها إلا عقب مرور 14 يوما عليها، مضيفة أن المزيد من إجراءات التخفيف ستدخل حيز التنفيذ بعد ذلك، وقالت: “هذا يعني أنه بإمكاننا مناقشة هذه المسائل في 6 أيار/مايو المقبل”.
وكان من المنتظر أن يتم اتخاذ المزيد من إجراءات التخفيف بحلول نهاية هذا الشهر. وتعتزم ميركل إجراء مشاورات مع رؤساء حكومات الولايات في 30 نيسان/أبريل الجاري لمناقشة موضوعات مهمة أخرى بجانب إجراءات التخفيف، على حد تعبيرها.
ورغم استمرار أزمة جائحة كورونا، تعتزم ولاية بافاريا الألمانية السماح باستئناف الصلوات الجماعية في دور العبادة تحت شروط مشددة اعتبارا من 4 أيار/مايو المقبل. وقال رئيس مكتب رئاسة حكومة الولاية، فلوريان هيرمان، اليوم الجمعة، إنه يتعين الاستمرار في توخي الحذر والحيطة، مضيفا أنه ليس من المفترض أن ينجم عن الاجتماعات العقائدية أي إصابات جديدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية العودة إلى الحق الأساسي في الممارسة الدينية.
ومن بين شروط استئناف الصلوات الجماعية في دور العبادة ارتداء غطاء لمنطقة الأنف والفم والتزام التباعد بين الأفراد لمسافة مترين. وينطبق استئناف الصلوات الجماعية على جميع دور العبادة للطوائف المختلفة. تجدر الإشارة إلى أن بافاريا ليست أول ولاية تستأنف الصلوات الجماعية في دور العبادة، حيث كانت ولاية سكسونيا الأولى في الاستئناف، والذي طبقته بالفعل هذا الأسبوع. وأعلنت ولايات شمال الراين-ويستفاليا وتورينجن وبراندنبورج إعادة فتح دور العبادة أمام المصلين مطلع الشهر المقبل.
وفي برلين تتواصل الأعمال بصبر وثبات لتحويل مركز المعارض بقاعاته الشاسعة الفارغة خلال بضعة أسابيع إلى مستشفى قادر على استقبال مئات المرضى، ولو أن ألمانيا تعمل حاليا على تخفيف القيود المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد. وقام جنود من الجيش الألماني الأسبوع الماضي بتجهيز هذا المركز الطبي المرتجل بالأثاث تحسبا لموجة ثانية من وباء كوفيد-19 تستعد لها ألمانيا رغم أنها غالبا ما تذكر كنموذج لتعاملها مع الموجة الأولى.
وعكست ميركل هذه المخاوف إذ حملت بشدة هذا الأسبوع على الأحاديث عن عودة الحياة إلى طبيعتها، منددة باستخفاف المواطنين والمسؤولين السياسيين على السواء. وحذر مساعد مدير معهد روبرت كوخ المكلف السيطرة على الأمراض لارس شاده الثلاثاء من “خطر جوهري” بأن يعاود الوباء الانتشار “إذا أزيلت مجمل القيود بشكل مبكر”.
وكانت ألمانيا بالأساس جاهزة لمواجهة الوباء، مع وصول نسبة الأسرة في العناية الفائقة فيها إلى 33,9 سريرا لكل مئة ألف نسمة، مقابل 8,6 في إيطاليا و16,3 في فرنسا. وقامت منذ ذلك الحين بمضاعفة قدرتها على استيعاب المرضى، وتكثيف الفحوص لكشف الإصابة.
وتتخطى نسبة الوفيات جراء الوباء حاليا في ألمانيا 3%، وهي نسبة لا تزال على الرغم من تزايدها، أدنى منها في معظم الدول الأخرى.
ولا يزال النظام الصحي الألماني صامدا ولم تستنفذ قدراته حتى الآن. وتخطط برلين لعودة تدريجية بطيئة إلى الظروف الطبيعية بالتزامن مع إجراء مئات آلاف الفحوص في الأسبوع لكشف الإصابات المحتملة. كما أن وضع الكمامات يُفرض تدريجيا بشكل إلزامي في وسائل النقل العامة، كما في المتاجر في بعض المناطق. وسيتم تعزيز تعقب التواصل بين الأشخاص عبر تطبيقات على الهواتف النقالة، على غرار ما يجري في آسيا.
من جهته دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى انتهاج سياسة حذرة في تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، للحيلولة دون اندلاع موجة ثانية من الوباء. وقال ماس الجمعة عقب محادثات مع نظيرته السويدية آن لينده في برلين: “سنتعامل بحذر بالغ مع التخفيف. كل ما نريد تجنبه هو موجة ثانية من الوباء تصيبنا على نحو أقوى بوضوح سواء صحيا أو اقتصاديا… نريد تجنب ذلك تحت أية ظروف”.
وفي الوقت نفسه، أكد ماس أنه لا يتوقع عودة موسم العطلات الصيفي إلى طبيعته هذا العام، وقال: “في الوقت الحالي يتعين علينا توقع أنه لن يكون هناك عطلة صيفية هذا العام على النحو الذي نعهده”. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أصدرت للسائحين تحذيرا من السفر على مستوى العالم حتى 3 أيار/مايو المقبل. ومن المنتظر تقرير مصير هذا التحذير بحلول نهاية هذا الشهر.
نقلا عن القدس العربي