مازال الشعب السوري ماضيا في صموده رغم كل ممارسات الأسد ونظامه العدوانية بحق هذا الشعب، في كل يوم يسعى النظام لإثبات جدارته على حساب قتل الشعب الأعزل في المناطق الخارجة عن سيطرته، فأخبار المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام بحق السوريين تتصدر وسائل الإعلام يوميا مستعملا كافة الأسلحة حتى المحرمة دوليا، والفوسفور أصبح سلاحا معهودا للسوريين في المناطق المحررة؛ لكثرة ما استعمله النظام في قصف المدنيين (شن طيران النظام غارات جوية استهدفت المدنيين في مدينة إدلب وريفها بصواريخ الفوسفور والنابلم) أو (استهدف الطيران الحربي الروسي بعدد من الغارات الجوية مدينة حلب وريفها مستخدما القنابل الفوسفورية) كثيرة تلك المناطق التي تذكر على الشبكات الإخبارية.
(استمرت عمليات الإنقاذ لساعات متأخرة من الليل بعد ما قصف الطيران الحربي المدنيين بالفوسفور في مدينة إدلب، وكانت حالات الاختناق كثيرة وكمان في إصابات حروق بالغة بين الأطفال) كان هذا ما أدلى به أحد عناصر الإسعاف من مدينة إدلب لناشطين.
يذكر أبو محمود البالغ من العمر 60عاما كان يعمل في التمريض في نقطة طبية في سراقب (بكل مرة بيقصف الأسد الأهالي سواء بسراقب أو بغيرها بتزيد نقمة الشعوب الحرة ضده وضد كل حلفائه، كم مرة صار استخدم الفوسفور وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا ونتج عنها مجازر بين الأهالي، وين الأمم المتحدة اللي من مهامها حفظ الأمن والسلم العالمي)؟!
إن ثورة الشعب السوري لن تتوقف أمام إجرام النظام، ومطالبة الشعب للأمم المتحدة بتقديم المساندة بات آخر الآمال التي يمكن أن يحلم بها المدنيون، حيث إن الانتهاكات التي يمارسها النظام أثارت استهجان كافة أصحاب الضمير الإنساني في العالم، لكن الأمم المتحدة بقيت واقفة دون أي تقديم دعم حقيقي لحل مشكلة الشعب السوري.
ما الفوسفور وما خطره على المدنيين؟
(الفوسفور الأبيض مادة شمعية شفافة، بيضاء مائلة للإصفرار، لها رائحة تشبه الثوم تصنع من الفوسفات، يتفاعل مع الأوكسجين بسرعة كبيرة، وينتج عنه غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الكثيف، فهو سلاح حارق يحرق جسم الإنسان ولا يبقي منه إلا العظم كما يسبب أضرارا بالغة بالقصبة الهوائية والرئة.
تحرّم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، ويعتبر استخدامه جريمة حرب) بحسب موسوعة الجزيرة.
بالرغم من أن العديد من الهيئات الدولية حكومية كانت أم غير حكومية تم توثيق العديد من جرائم الحرب التي ارتكبها النظام في سوريا منذ انتفاضة الشعب السوري لنيل الحرية، ورغم إقرار الأمم المتحدة بأن الأسد مجرم حرب، إلا أن الأمم المتحدة لم تتخذ أي اجراءات واضحة بحق الأسد لإجباره على الكف من ارتكاب هذه الجرائم بحق السوريين، وهذا يدفعنا لفقدان الثقة بقرارات الأمم المتحدة، وبسعيها المزعوم لحل القضية السورية ونصرة الشعب الأعزل، الذ خرج مطالبا بالحرية فقاومه النظام بكل ما لديه من أسلحة، في ظل مجتمع دولي منقسم بين مساند للنظام في قتل شعبه وتهجيره، أو صامت مكتوف اليدين ليس له إلا الشجب والقلق والتصريحات الفارغة على أبعد تقدير.
هدى محمد – المركز الصحفي السوري