علق موقع “عصر إيران” المقرب من حكومة الرئيس حسن روحاني على الصراع الإيراني – السعودي الأخير، ونشر تقريرا تحت عنوان: “تحكم العلاقة بين إيران والسعودية بحر من الدماء؟!”
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته “عربي21” إنه “عندما أشار حجة الإسلام محمدي كلبايكاني رئيس مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية إلى العلاقة بين إيران والسعودية، قال إن بيننا وبين السعودية بحر من الدماء، وهذا يعني أن هناك جبلا ضخما من الجليد في طور التشكيل في العلاقات بين السعودية وإيران”.
وأضاف “عصر إيران” أنه “يبدو أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد حربا باردة بمعنى الكلمة وشاملة وموسعة على كل الأطراف بين السعودية وإيران، حيث إن البلدين يمثلان أهم قطبي السنة والشيعة في العالم الإسلامي”.
وأشار التقرير إلى أسباب الصراع الحالي، وقال إن “أهمها تغيير رأس النظام في الرياض وطهران، حيث بعد انتخاب حسن روحاني أدى الرئيس الجديد في طهران إلى إجراء تغييرات في سياسة إيران الخارجية، عكس ما كانت عليه إيران في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، حيث كانت إيران بسبب سياستها الخارجية السابقة تحولت إلى دولة منعزلة إقليميا ودوليا، ولكن الرئيس روحاني من خلال الاتفاق النووي أستطاع أن يزيل جدار عدم الثقة الذي عزل إيران عن العالم، وأصبحت إيران الآن من الدول النشطة والفاعلة في الساحة الدولية، بعد الاتفاق النووي الذي تم بين إيران ومجموعة 5+1”.
وقال إنه “بعد الاتفاق النووي استطاعت إيران أن تحسن من علاقتها مع الدول الأوربية، ولأول مرة يلتقي وزراء خارجية أمريكا وإيران والتحدث معا، ومن خلال دبلوماسية “الحوار” التي اتخذها روحاني، أجبرت الدول الكبرى من أجل حل الصراعات الإقليمية أن تمد يد العون إلى إيران، وأدركت هذه الدول بألا يمكن حل أي أزمة بالمنطقة دون حضور إيران .”
واعتبر أن التحول في طهران رافقه تحول جذري في السياسة الخارجية السعودية تجاه التعامل مع إيران بعد وفاة الملك عبدالله ومجيء الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تخلت السعودية عن سياستها المحافظة سابقا إلى السياسة والدبلوماسية الهجومية بحسب الموقع الإيراني .”
وقال عصر إيران إن “الإدارة السعودية الجديدة خلافا لسابقاتها، قررت الوقوف ضد سياسة إيران الإقليمية، ويسعون لمنع وجود أي نفوذ إيراني في المنطقة وخاصة باليمن وسوريا”.
وأشار في كلمته حول أسباب الصراع السعودي – الإيراني بالمنطقة إلى تخوف السعودية من إيران: “المملكة العربية السعودية اليوم تخشى من عودة القوة لإيران، ونستطيع أن نفهم تخوف الرياض من أن طهران يمكن أن تصبح بعد الاتفاق النووي، هي القوة الاقتصادية والعسكرية المتفوقة والمهيمنة على جميع الدول بالمنطقة”.
وحول أهمية إيران للقوى الاقتصادية العظمى قال الموقع، إنه من منطلق “جيوسياسي وجيواستراتيجي للقوى الاقتصادية في العالم، تعد إيران الأكثر جاذبية من دول الخليج العربي كافة، وإيران البلد الذي يمكن أن يشكل طريق الترانزيت الكبير بين إيران وأوروبا في المستقبل”.
وقال إن الرياض تعتقد أن النمو الاقتصادي يساوي المزيد من صعود دور حزب الله ونفوذه في لبنان والأسد في سوريا والحوثيين في اليمن، وتخشى السعودية بشدة من أن تقع بين مربع من معارضيها بالمنطقة.”
وختم بقوله: “بصريح العبارة نستطيع القول بأن السعودية تخشى من القوة المتنامية لإيران بالمنطقة، ويخشى السعوديون فقدان نفوذهم وقيادتهم للدول العربية، مقابل تحول إيران إلى دولة توسعية لم تجد من يقف أمامها بالمنطقة، لهذا تمنى وزير خارجية السعودية عادل الجبير أن تعود إيران إلى دولة حسن جوار، كما كانت قبل الثورة الإيرانية عام 1979م”.
21