يواجه موظفو القطاع الصحي في الشمال السوري بشكل عام وموظفو مستشفى المحافظة في مدينة ادلب بشكل خاص مصيرًا مجهولًا ما بعد التحرير.
في الوقت الذي يشعر فيه السوريون بفرحة عارمة عقب تحرير سوريا من حكم عائلة الأسد وميليشياته ، يعاني موظفو القطاع الصحي ومستشفى المحافظة في مدينة إدلب من خوف مصير مجهول ينتظرهم بعد قرار إغلاق المستشفى لأن المحافظة طالبت بالبناء الذي تعود ملكيته لها.
طالبت المحافظة ببناء المستشفى الذي كان لبنة أساسية في الصحة في إدلب والشمال السوري طيلة 14 عامًا من القصف والإصابات التي توالت إلى المستشفى الذي قدم موظفوها كل ما بوسعهم للقيام به.
يقول أبو محمود الذي يعمل ممرضًا في المستشفى “تم إبلاغنا بأن يوم 30 حزيران (يونيو) هو آخر يوم لنا في العمل دون أن يقدموا لنا أية تعويضات أو حتى تأمين بديل”
وأردف أبو محمود قائلًا : “بدأنا العمل في المستشفى بشكل تطوعي لضرورة وجود مستشفى يستقبل الإصابات التي كانت تقع بشكل يومي بسبب قصف قوات النظام للمدنيين في إدلب وريفها، وقد قدمنا كلّ ما بوسعنا دون أن ننتظر أي مقابل، ولكن من الظلم أن يتم فصلنا بهذا الشكل فقط لأن المحافظة طالبت بالبناء”
وعند سؤاله عما إذا كانت محافظة ادلب قد أمنّت بدائل للموظفين في المستشفى ، قال أبو محمود “للأسف الشديد ، محافظة إدلب ومديرية الصحة في إدلب لم تبديا أية مسؤولية تجاه عشرات الموظفين من أطباء وممرضين ومستخدمين حيث تركنا لمصير مجهول”.
أما أبو حسن الذي عمل كمستخدم في المستشفى منذ عدة سنوات قال “الحمد لله الذي منّ علينا بالنصر على نظام الأسد وتحرير سوريا ، ولكنّ الفرحة امتزجت بغصّة فقداننا لوظائفنا التي تعتبر مصدر رزقنا الوحيد”.
وأردف أبو حسن قائلًا : “يجب على مديرية الصحة في محافظة إدلب التنسيق مع المحافظة قبل إصدار قرار بإغلاق مستشفى لطالما ساعد الأهالي ، فإن لم يكن من أجل موظفي المستشفى الذين تركوا لمصير مجهول ، ليكن من أجل الناس الذين يرتادون المستشفى لمعاينات مرضية وفحوصات طبية”.
الجدير بالذكر إن أكثر من 20 نقطة طبية في محافظة إدلب تواجه خطر الإغلاق ومنها مستشفى باب الهوى الذي توقف عنه الدعم ليستمر بعض العاملين فيه بشكل تطوعي.
وها هو الآن مستشفى المحافظة يواجه خطر الإغلاق بالرغم من آلاف المراجعات الصحية التي ترتاده بشكل يومي ، فهل ستخلي الحكومة مسؤوليتها أمام هذا الضعف في القطاع الصحي أم تتركه للمجهول كمصير العاملين في ذلك المستشفى!!!