قال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة تقوض آفاق التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، في نظر موسكو.
وأضاف ريابكوف في حديث صحافي لوكالة أنباء “نوفوستي” الروسية أن موسكو تقترح تأجيل مناقشة موضوع مصير الأسد، مضيفا أن أطراف النزاع السوري هي التي يجب أن تبت في هذا الأمر لاحقا.
وتابع نائب وزير الخارجية الروسي قائلا “نحن لن نتفق أبدا مع الزملاء في واشنطن، وغيرها من العواصم، التي تعتبر أن الأمر الرئيسي يعتمد على مطلب رحيل الأسد”.
ويأتي هذا الدعم السياسي الكبير الذي يحظى به نظام بشار الأسد من طرف حلفائه الروس، بموازاة تقدم حقيقي لقواته على الأرض وبالاستعانة بالميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه.
ويبدو أن إيران مصرة على إغراق الساحة السورية بالمزيد من المقاتلين الأجانب، إذ أعلن مسؤول عسكري إيراني الاثنين إرسال قوات خاصة إلى سوريا للعمل كمستشارين، مما يشير إلى أن إيران تستخدم جيشها وكذلك قواتها الأمنية لمساعدة الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا.
وطهران هي الحليف الرئيسي للأسد في المنطقة وقدمت دعما عسكريا واقتصاديا لمعركته ضد جماعات المعارضة .
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن الجنرال علي آراسته نائب منسق القوات البرية الإيرانية قوله “نرسل قوات خاصة من اللواء 65 إلى سوريا للعمل كمستشارين”.
وقال آراسته، في مارس، إن إيران قد تقرر استخدام قوات خاصة وقناصة من قواتها كمستشارين عسكريين في العراق وسوريا.
وحتى الآن كان معظم الإيرانيين المشاركين في الحرب السورية من وحدات الحرس الثوري. ويعتقد أن إيران أرسلت المئات منهم كمستشارين عسكريين.
ورجحت الميليشيات الشيعية والدعم الجوي الروسي كفة النظام السوري في مواجهة الفصائل المقاتلة على الأرض.
وتلقت جبهة النصرة ضربة موجعة بخسارتها في غارة جوية، الأحد، عددا من قيادييها وعلى رأسهم المتحدث باسمها أبوفراس السوري، في وقت تستمر فيه الحملة ضد تنظيم داعش بهدف استنزافه خلال فترة الهدنة التي تستثني الجهاديين في سوريا.
ومني تنظيم داعش خلال الأسابيع الأخيرة بخسائر فادحة كان آخرها طرده من مدينة القريتين، أحد آخر معاقله في محافظة حمص (وسط) وسيطرة الجيش السوري عليها.
وقتل المتحدث باسم جبهة النصرة أبوفراس السوري ونجله و20 جهاديا آخرون في غارات جوية استهدفت إحداها اجتماعا في قرية كفرجالس في ريف الدب (شمال غرب) الشمالي، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن.
ورجّح عبدالرحمن أن تكون طائرات حربية سورية نفذت تلك الغارات، علما أن جهاديي جبهة النصرة وداعش في سوريا يتعرضون بانتظام لغارات تنفذها طائرات حربية سورية وروسية وأخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على حد سواء.
ومن بين القتلى، بحسب عبدالرحمن، سبعة قياديين من جبهة النصرة بينهم سعودي وأردني ومن تنظيم جند الأقصى الذي يقاتل إلى جانب جبهة النصرة في مناطق عدة من سوريا، وبين القتلى عدد من الأوزبك.
وقاتل أبوفراس السوري واسمه الحقيقي رضوان النموس ضد السوفييت في أفغانستان حيث التقى أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة. وعاد إلى سوريا مع بدء الأزمة في العام 2011، بحسب مؤيدين لجبهة النصرة .
ويقول الخبير المتابع لشؤون الجهاديين بيتر فان أوستيين إن “أبو فراس السوري عضو قديم في تنظيم القاعدة وكان مقربا من كل من أسامة بن لادن وعبدالله عزام (أبرز قادة الفكر الجهادي العالمي)”. ويُعد مقتله “ضربة لجبهة النصرة وإن كان لن يغير كثيرا على الأرض”، وفق فان أوستيين.
ويأتي مقتل أبوفراس السوري بعد 3 أيام على سيطرة جبهة النصرة على بلدة استراتيجية في ريف حلب (شمال) الجنوبي، وبعد مرور أكثر من شهر على اتفاق الهدنة في سوريا الذي يستثنيها مع تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات “إرهابية” أخرى.
وقد يكون الهدف من استهداف قياديي جبهة النصرة، وفق عبد الرحمن، تحذيرها من شن عمليات إضافية.
وبرغم استثنائها من وقف إطلاق النار، حدّت النصرة طوال فترة الهدنة من نشاطها العسكري. ويقول عبدالرحمن “جبهة النصرة بدت وكأنها مشاركة في الهدنة”. وتتحالف النصرة مع فصائل أخرى تشملها الهدنة وتقاتل النظام السوري، كما تتواجد في محافظات عدة إلى جانب الفصائل.
وتخوض جبهة النصرة مع فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى منذ ثلاثة أيام معارك ضد قوات النظام في ريف حلب الجنوبي حيث سيطرت على بلدة العيس المطلة على طريق حلب دمشق الدولي. وقتل خلال تلك الاشتباكات 12 عنصرا من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد.
ويُعد هجوم الجمعة على بلدة العيس، وفق عبدالرحمن، “أبرز عملية تقوم بها جبهة النصرة خلال فترة الهدنة”. ومني تنظيم الدولة الإسلامية بدوره بخسائر فادحة منذ بدء الهدنة، فتم طرده من معقلين بارزين في محافظة حمص هما القريتين الأحد الماضي وتدمر في 27 مارس، كما قتل ثلاثة من قيادييه في غارات جوية خلال الأسبوعين الأخيرين.
وتهدف قوات النظام، بحسب عبدالرحمن، إلى طرد التنظيم المتشدد من كامل محافظة حمص والتقدم في منطقة بادية الشام وصولا إلى الحدود السورية العراقية.
ولم يبق بين أيدي التنظيم سوى بعض البلدات في حمص وأهمها بلدة السخنة التي انسحب إليه إثر خسارة تدمر. ومنذ السيطرة على تدمر، تتعرض السخنة لقصف سوري وروسي مكثف، وتدور حاليا اشتباكات في محيطها.
ومن شأن السيطرة على السخنة أن تفتح الطريق أمام الجيش السوري للتوجه نحو دير الزور الواقعة تحت سيطرة داعش.
العرب