بدا أن روسيا لم تتقبل قيادة الولايات المتحدة مهمة استعادة الرقة من تحت سيطرة داعش دون أن يكون للكرملين أيّ دور في ذلك، فلجأت إلى دفع القوات السورية إلى قيادة هجوم بري على حدود المدينة وبدعم جوي روسي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن “إن قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين موالين لها دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات ‘صقور الصحراء’ وبغطاء جوي روسي تمكنوا السبت من دخول الحدود الإدارية لمحافظــة الرقة” شمال البلاد.
وكانت روسيا عرضت المشاركة في الهجوم الذي تتزعمه الولايات المتحدة، لكنها لم تتلق أيّ رد في وقت استمرت فيه قوات “سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن بالهجوم.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قوله الاثنين، إن “موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا لطرد تنظيم داعش من الرقة”.
وقال مراقبون إن موسكو لا تريد أن تفقد إمساكها بمختلف أوراق الملف السوري بما في ذلك الحرب على داعش، وإن الهجوم المباغت على الرقة يحمل رسالة مباشرة للأميركيين بأنّ لا حل يقدر على النجاح دون أن يكون مدعوما من الروس.
وتطالب روسيا بأولوية محاربة المجموعات المتشددة، وخاصة جبهة النصرة، وضرورة ابتعاد المعارضة عن ذراع القاعدة في سوريا، لكن الولايات المتحدة التي أعطت مقود قيادة الحل السياسي للروس، لا تبدو مستعدة للتنازل عن مهمة قيادة المعركة ضد داعش.
وبدأت قوات النظام السوري الخميس هجوما من منطقة أثريا في ريف حماة الشمالي وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصراً من تنظيم داعش وتسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
ويهدف الهجوم بالدرجة الأولى وفق المرصد، إلى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يجاورها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة داعش.
وتقع أثريا على بعد حوالى مئة كيلومتر جنوب غرب الطبقة التي تبعد بدورها حوالى خمسين كيلومترا من مدينة الرقة، مركز المحافظة.
وباتت قوات النظام وفق المرصد، على بعد أقل من 40 كيلومترا من مدينة الطبقة التي سيطر عليها التنظيم المتشدد في أغسطس 2014، بعد إعدامه 160 جنديا فيها.
العرب