قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن بلاده والولايات المتحدة الأمريكية تقتربان من محاربة المسلحين في حلب بشكل مشترك.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الاثنين، عن شويغو قوله: “نحن الآن في مرحلة نشطة جدا من المفاوضات مع زملائنا الأميركيين، في جنيف وفي عمان، ونتواصل مع واشنطن بشكل دائم”.
وأضاف: “خطوة تلو الأخرى نقترب من صيغة، أتحدث حاليا عن حلب حصرا، تتيح لنا العمل بشكل مشترك لإرساء السلام في هذه الأراضي التي عانت كثيرا، وعودة الناس إلى منازلهم”.
من جانبها، تجنبت الخارجية الأمريكية التعليق على ما أدلى به وزير الدفاع الروسي حول تعاون مقبل في الصراع الدائر في حلب، في حين نفت المعارضة السورية صلتها بلقاء مرتقب مع وفد روسي في الدوحة، منددة بنظام بشار الأسد، الذي قالت إنه أصيب بـ”هستيريا” بعد معارك حلب.
وقالت مديرة المكتب الصحفي في الخارجية الأمريكية، إليزابيث ترودو: “تابعنا التقارير الصحفية وما نقلته عن لسان وزير الدفاع الروسي، وليس لدينا شيء لنعلن عنه حاليا. نحن نتحدث بشكل دوري مع الروس حول طرق تدعيم وقف الأعمال العدائية وتحسين طرق وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير الظروف الضرورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع”.
وتساند روسيا الأسد في الصراع السوري الممتد منذ خمس سنوات، في حين تريد الولايات المتحدة تنحيه، لكن الطرفين يشاركان في محادثات تسعى إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال، الخميس، إن مسؤولين عسكريين كبارا من روسيا والولايات المتحدة أجروا مفاوضات في جنيف بشأن حلب وإعادة كاملة لوقف إطلاق النار.
وعند سؤالها عن تصريحات شويغو، قالت إليزابيث ترودو، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين في واشنطن: “سمعنا تقارير، وليس لدينا شيء نعلنه.. نحن على اتصال وثيق (بالمسؤولين الروس).
وقالت ترودو إن الولايات المتحدة تواصل الدفع باتجاه التوصل لاتفاق لوقف القتال في سوريا بالاتفاق مع روسيا.
واعتبر شويغو أن العديد من المسلحين الذين يقاتلون في سوريا اليوم لا يسترشدون بأي مبادئ دينية أو سياسية، ولا يعرفون لماذا يقاتلون هناك.
وتابع: “إذا نظرنا إلى التركيبة القومية، أو بالأحرى إلى التكوين الدولي لجميع المقاتلين، العديد منهم سيصعب عليه تسمية خمس مدن سورية في الذاكرة؛ لأنهم لا يعرفون أسماء هذه المدن، وبالكاد، كانت لديهم الرغبة لمعرفة لماذا هم يقاتلون. وهذا واضح للجميع وجلي”.
وأكد شويغو حينها أن الخبراء الروس سيصلون إلى مدينة جنيف؛ لوضع إجراءات مشتركة؛ لتسوية الوضع في حلب، وذلك بطلب من وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وأعلن أن موسكو ما زالت تأمل بالحصول من واشنطن على معطيات وبيانات تتعلق بالمعارضة المعتدلة في سوريا.
وقال شويغو إن روسيا نقلت مساعدات إلى حلب، وتساعد في إعادة بناء محطات مياه متضررة، مضيفا أن زهاء 700 ألف شخص لا يزالون يعيشون في حلب، وأن الذين يعيشون في الجزء الشرقي من المدينة “رهائن للجماعات المسلحة”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال، في وقت سابق الأحد، إن مقاتلي المعارضة السوريين استغلوا وقفا مؤقتا في إطلاق النار في أنحاء حلب؛ لإعادة تنظيم صفوفهم.
تعليق الائتلاف السوري
من جانبه، علّق الائتلاف الوطني السوري المعارض على التصريحات الروسية حول لقاء قريب مع وفد روسي في قطر بتأكيد، مؤكدا “عدم صلته بأي اجتماع جرى التحدث عنه عبر وسائل الإعلام”، نافيا وجود اتصالات أو ترتيبات سابقة بهذا الخصوص.
وهاجم الائتلاف في بيان آخر له قوات النظام السوري والقوى المتحالفة معها، قائلا إنها أصيبت بـ”هيستيريا” بعد معارك حلب، ما دفعها لشن حملة قصف أدت لمقتل 400 مدني خلال أسبوع.
وقال الائتلاف إن نظام الأسد وحلفاؤه استخدموا في تصعيدهم العسكري “الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية وقنابل النابالم والبراميل المتفجرة، إضافة إلى الغازات السامة”، وفقا للبيان.
أما في العاصمة الإيرانية، طهران، فبرز موقف لمساعد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، إن المباحثات التي أجراها مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في طهران تناولت التطورات في المنطقة.
وقال، ردا على سؤال حول حلب والحلف الذي يجمع إيران وروسيا وسوريا وحزب الله إن “مساعي إيران وروسيا تصب في مجال إنهاء معاناة أهالي حلب ووضع حد للأزمة الإنسانية هناك” على حد تعبيره.
عربي21