ازداد القلق بين الموريتانيين الذين تحولت حياتهم كغيرهم من شعوب العالم إلى متابعة وباء كورونا، بعد أن أعلن وزير الصحة الموريتاني الدكتور نذير حامد، فجر السبت، عن تأكيد إصابتين جديدتين بمرض كوفيد 19، رفعتا عدد الإصابات إلى 5.
وأوضح وزير الصحة أن “إحدى الحالتين الجديدتين تتعلق بزوجة المواطن الموريتاني المصاب بالفيروس منذ يومين والقادم من فرنسا في الخامس عشر من مارس الجاري، وكانت معزولة مع زوجها قبل أن تتأكد إصابتها بالفيروس”.
وأكد أن “السيدة المصابة عزلت بالكامل بعد تأكيد إصابتها في غرفة منفردة حيث تجري متابعتها صحيا، كما يجري البحث عن الأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا على اتصال بالمعنية رغم أن المعلومات الأولية تشير إلى أنهم نفس الأشخاص الذين كانوا على اتصال بزوجها والذين حجزتهم السلطات”.
وأضاف أن “الحالة الثانية المستجدة تتعلق برجل قادم من السنغال ألقت السلطات الأمنية القبض عليه وسلمته للسلطات الصحية بعد ظهور بعض الأعراض عليه، حيث أرسلت عينة إلى نواكشوط، تأكد بعدها إصابته بالفيروس”.
وأوضح الوزير أن الحالتين المسجلتين ترفعان عدد الإصابات بالفيروس في موريتانيا إلى خمس حالات.
ودفعت زيادة عدد المصابين الحكومة الموريتانية لتشديد إجراءات الوقاية حيث أعلنت وزارة الداخلية صباح السبت أنه “ابتداء من يوم غد الأحد 29 مارس 2020 عند الساعة الـ12 زوالا، سيتم حظر كل أنواع التبادل وعبور الأشخاص بين ولايات الوطن باستثناء الطواقم الطبية وشاحنات نقل البضائع وبعثات المصالح الفنية الخاصة بالخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والاتصال”.
وأكدت الوزارة أن “هذه الإجراءات اتخذت بناء على التطورات الأخيرة الخاصة بانتشار وباء فيروس كورونا كوفيد 19 بعد اكتشاف حالتين جديدتين تتعلق أولاهما بزوجة المصاب القادم من فرنسا والذي تم الإعلان عن حالته قبل يومين، والأخرى بمواطن بمدينة كيهيدي قدم مؤخرا من السنغال”.
وأضافت الوزارة أن “الإبقاء على حرية التنقل والمرور داخل حدود كل ولاية يأتي في إطار سعي السلطات العمومية إلى تسهيل الحياة اليومية للمواطنين خلال هذا الظرف الحساس”.
وزادت الوزارة قائلة: “إننا إذ نلفت انتباهكم إلى خطورة المرحلة الراهنة وما يتطلبه ذلك من ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر، لندعو كل مواطن إلى تحمل مسؤوليته كاملة، ونهيب بالجميع التحلي بروح المسؤولية والمساهمة العملية في الجهود المبذولة وذلك عبر التعاطي الإيجابي مع مختلف التوجيهات والإجراءات الاحترازية المتخذة من أجل احتواء هذا الوباء العالمي”.
وأكد إسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا رئيس وزراء موريتانيا في تصريحات للصحافة “على ضرورة التضحية والتأقلم مع الوضعية التي خلفها انتشار فيروس كورونا عبر العالم”، مشيرا إلى أن “هذا التأقلم يفرض على المواطن التنازل عن جملة من المسلكيات وتحمل المسؤولية على المستوى الشخصي والأسري انطلاقا من أن الوقت وقت تضحية”.
وأوضح أن “الحكومة بصدد اتخاذ إجراءات أخرى مهمة سيتم الإعلان عنها في وقتها تتعلق بحركة المواطنين سواء داخل المدن أو فيما بينها”، مؤكدا أن “لكل مرحلة ما يلزمها من القرارات”.
وأشار إلى أن “من بين الإجراءات التي تم اتخاذها توجيه الإدارة إلى التقليص من تواجد الموظفين في المكاتب، والإبقاء على العناصر الضرورية لمواصلة الخدمات الأساسية وضمان توفيرها للمواطن بصورة دائمة”، مطالبا “في هذا الصدد القطاع الخاص والجهات المعنية والمشغلين بوجه عام بالسير على نفس النهج”.
يذكر أن الحكومة الموريتانية اتخذت احتياطات لتوريد كمية كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة أي طارئ يتعلق بوباء كورونا.
وقد حطت طائرة شحن اليوم في مطار نواكشوط الدولي محملة بشحنة أولى من مساعدات طبية مقدمة من الصين إلى موريتانيا.
نقلا عن القدس العربي