تقع مدينة مورك في ريف حماه الشمالي وتبعد عن مركز المدينة حوالي ثلاثين كيلومتر وتشتهر بزراعتها لأشجار الفستق الحلبي حيث تؤمن معظم صادرات الدولة من المحصول، وحسب موسوعة ويكيبيديا تعتبر المدينة الأولى في العالم التي تختص بزراعة نوع معين من الأشجار المثمرة على كامل مساحتها الزراعية ويبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة يعمل معظمهم في الزراعة.
تحتل المدينة نقطة استراتيجية مهمة بسبب موقعها على الأوتوستراد الدولي وإطلالها على معسكري وادي الضيف والحامدية اللذان كانت تحاصرهما الفصائل الثورية الأمر الذي زاد من أهميتها لدى النظام حيث عمد النظام لتمكين تحصيناته بداخلها من أجل العمل على التقدم وفك الحصار الذي تقوم به الفصائل الثورية على المعسكرين لكن الفصائل الثورية في اوائل شهر شباط/فبراير من عام 2014 قامت بالهجوم على المدينة والسيطرة عليها وتكبيد النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد حيث وصل عدد القتلى لأكثر من 600 عنصر بينهم عناصر ايرانية وتدمير أكثر من 50 ألية عسكرية.
استمرت سيطرة الثوار على المدينة أكثر من سبعة أشهر مع صد الفصائل الثورية للعديد من المحاولات التي قام بها النظام لاستعادة السيطرة على المدينة وقيامهم بقطع الطريق الدولي الذي يعد طريق أمداد لعناصر النظام للمناطق التي تقوم الفصائل الثورية بمحاصرتها.
عاد النظام في شهر تشرين الأول/اكتوبر من العام نفسه باستعادة السيطرة على المدينة حيث قام بزج الكثير من القوات على جبهاتها وقام بقصف عنيف عليها بكافة أنواع الأسلحة بالإضافة لقيام طائراته بشن أكثر من 90 غارة جوية واقتحامها من ثلاثة محاور أدت لانسحاب الفصائل الثورية من المدينة.
استمرت سيطرة النظام على مورك قرابة عام ولكن بعد تشكيل قيادة موحدة للفصائل الثورية في مناطق الشمال السوري تحت اسم جيش الفتح وتحريرهم لمحافظة إدلب توجهت أنظارهم إلى محافظة حماه فقاموا في 22 تشرين الأول/أكتوبر بالإعلان عن بدء معركة لتحرير المحافظة بدأً من تحرير مناطق الريف الشمالي.
اعلنت الفصائل الثورية في جيش الفتح عن بدء معركة تحرير مدينة مورك يوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الحالي حيث قامت قوات جيش الفتح بالتمهيد المدفعي والصاروخي وبدء الهجوم البري في اليوم التالي ليتمكنوا من السيطرة عليها بعد قيام النظام بسحب قواته المتهالكة إلى قرية صوران المحاذية للمدينة.
وأفاد ناشطون عن تمكن الثوار من قتل أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام وأسر عدد أخر ضمن المعركة بالإضافة لتدمير عدة آليات عسكرية واغتنام عشرة دبابات متنوعة الطراز وخمس عربات بي أم بي وأربع عربات شيلكا.
تعد السيطرة على مدينة مورك بريف حماه الشمالي انتصاراً كبيراً للثوار ضمن معركة “غزوة حماه” والتي ستفتح الطريق أمام كتائب جيش الفتح للسيطرة على القرى والمدن المحاذية لها.
المركز الصحفي السوري – مصطفى العباس