ريم الحموي
هي إحدى بلدات وقرى الريف الحموي في الشمال. وتعتبر من أولى البلدات الثائرة منذ بداية الحراك الثوري، نستطيع القول أنها عاصرت الثورة السورية منذ انطلاقتها. فشوارعها وأزقتها تشهد على أدق تفاصيل الانتفاضة الثورية فيها ، وأيضاً تشهد على أكبر وأفظع المجازر التي ارتكبتها قوات النظام.
نزل أهل مدينة مورك إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام كبقية إخوانهم في باقي المحافظات ، رفعوا لافتات كتب عليها: “الشعب يريد إسقاط النظام ” “حرية للأبد …”. بدأ النظام يصعد استخدامه في الأسلحة لقمعهم ، نفذ حملات دهم واعتقال وسلب وحرق المنازل واستخدم الرصاص الحي وهجر أهلها وأحاطها بالحواجز العسكرية ، دارت فيها معارك عنيفة لا شهر نجحت كتائب الثوار خلالها من تحرير كل من حاجز العبود وجسر مورك ومفرق عطشان ومن ثم أجبرت قوات النظام على الانسحاب ليتم الإعلان عن تحرير مورك في شهر شباط من العام الجاري .إستكلب النظام لفقدانه المدينة لأنه يكون بذلك قد فقد بعض أجزاء ريف ادلب الجنوبي فحول المدينة إلى كتلة نار مستعرة قصفها بالبراميل و الحاويات المتفجرة، و بالصواريخ العنقودية و الفراغية التي أوقعت مجازر داخل المدينة وهجر أهلها وحول حياة من بقي فيها إلى مأساة حقيقية لما عانته من نقص و شح لجميع مستلزمات الحياة “. .بدأ سكان مورك بالنزوح الجماعي تخوفاً مما سيحصل لتبدأ رحلة التشرد و المعاناة لديهم . وفي معرض الحديث عن معاناة النازحين من مدينة مورك التقينا “ابو محمد ” أحد نازحي مدينة مورك يروي لنا الوضع المأساوي
يصف خروجه من مدينته بسبب قصف قوات النظام لها قائلا “خرجنا بلباسنا فقط, ولم نستطع حتى أخذ نقودنا من المنزل، فالبراميل المتفجرة كانت تتساقط علينا مثل المطر”.
ويقول ابو محمد أن قوات النظام بدأت قصف مدينة مورك بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعيات الثقيلة “عقب تحرير المدينة مما اضطر العائلات للنزوح بشكل عشوائي دون أن يعلموا إلى أين يتجهون ، فمنهم من قطع مسافات طويلة مشياً على الإقدام تحت المطر فتخيل حالة الأطفال بين برد وتشرد ورعب “. اشتد الخناق كثيراً على أكبر معسكرات الأسد في الشمال السوري وهما “وادي الضيف” و”الحامدية” الواقعان في “ريف إدلب” الشمالي ،حاولت قوات الأسد فك الحصار عن المعسكرين من البوابة الوحيدة الواقعة في مدينة “مورك” والتي لها أهمية إستراتيجية كبيرة كونها تقع على الطريق الدولي “حلب – حماه” وهي آخر نقطة تتواجد فيها قوات النظام من الجهة الشمالية لمحافظة حماه ،.وعاودت مدينة “مورك” تشهد معارك من جديد وبدأ الأسد يحشد قواته في مدينة “صوران” القريبة منها جنوباً . وقد أفاد بعض الشهود أن أعداد من عناصر “حزب الله اللبناني” متواجدة في الرتل وكان أبرزهم . “الجنرال عبد الله اسكندراني” قائد اللواء الخامس بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي تم قطع رأسه خلال المعركة، وعلى إثرها رصدت الجهات الإيرانية مبلغ من المال لمن يدلي بمعلومات عن قاطع رأس “اسكندر أو الشخص الذي صوره بعد قطع رأسه”.
عزز النظام وجوده أرضاًوخراباً،ارتكب المجازر المروعة عل مجزرة 26-6-2014 مازالت حاضرة في الأذهان ،واتبع سياسة التدمير الممنهج للأبنية والإحياء السكنية التي خلت من سكانها منذ قبل تسعة أشهر. كشف غاراته الجوية عليها بشكل جنوني ليعلن سيطرته عليها في 22-10-2014. دخلها عاث فيها فساداً وخراباً ، احرق ما تبقى من منازل المدنيين.
إن مدينة مورك رمز للثورة السورية و من ابرز المدن السورية التي سطرت بطولات أبنائها بدماء غيرهم ممن نالوا الشهادة ، كل شارع و كل زقاق فيها يخفي في طياته يوم من يوميات ثورة مدينة مورك.