في خضمّ الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من عامين، وبين وباء قاتل ينتشر في جسد الصغير والكبير مع انتشار واسع لفقر عمّ أنحاء البلاد يعيش أهل اليمن في معاناة لا تكاد تتوقف من جهة حتى تتسع من جهة أخرى.
في آخر الاحصائيات التي قامت بها منظمة الصحة العالمية نهاية نيسان الماضي، بلغ عدد وفيات الأشخاص المصابين بالكوليرا إلى 1742 حالة وفاة.
كما أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن هناك أكثر من شخص يشتبه بإصابتهم في الكوليرا من بين كل مئة شخص، وأن نسبة وفيات من يتجاوز عمره ستين عاما تبلغ حوالي 30% من إجمالي عدد الوفيات بسبب تدهور حالتهم الصحية في الأساس.
فيما أعلن مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة “ستيفن أوبراين” أنه من الممكن أن تكون هذه الأعداد أكبر بكثير والسبب يعود إلى أن العاملين على إنقاذ الحالات لم يكن بإمكانهم الوصول إلى المناطق النائية التي تعاني من الفقر الشديد في ظل ظروف الحرب التي طالت كل شيء.
حيث تابع قائلاً: “فضيحة الكوليرا هذه هي بالكامل من صنع الأطراف المتحاربة، وهؤلاء الذين يقودون ويقدمون الإمدادات ويقاتلون ويطيلون أمد الخوف والمعارك من خارج حدود اليمن”.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة اليمنية، دخل الوباء في شهره الرابع للمرة الثانية في أقل من عام، فهي لم تكن المرة الأولى له حيث اجتاح بعض المحافظات اليمنية مما أدى إلى وفاة 103 أشخاص. لكن الأمر يزداد سوءاً بسبب الأوضاع التي تعاني منها البلاد من حرب دمرت كل شيء ولم يعد هناك مراكزاً للعلاج واستقبال الأعداد الكبيرة من المرضى عدا عن حالة الفقر التي يعيشها أغلب السكان.
علماً أن؛ وزارة الصحة بالتنسيق مع المنظمات الدولية حاولت بكافة الوسائل تقديم الجهود اللازمة سواء من الناحية الخدمية الطبية بتقديم العلاج للمصابين أو من ناحية توعية المواطنين بخطورة هذا المرض وكيفية الوقاية والعلاج للحد من انتشاره إلا أن انتشار وباء الكوليرا مازال يزداد وبشكل كبير.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر