يتداول العديد من المراقبين مقولة التفرد بالرأي داخل الطائفة الشيعية على انها حالة وحيدة غير مسبوقة لدى الطوائف الأخرى.. من هنا قمنا بكشاف بسيط حول فئة معينة مناهضة لسياسة التفرد بالرأي هذه، وتبيّن وجود مجموعة مهمة تلعب دورا في عملية التنويع والتعددية داخل الطائفة، وان لم نتعد البحث الى الفئات والشخصيات الأخرى غير الدينية كالعلمانيين والمثقفين والشعراء والأدباء والحزبيين والأفراد والمؤسسات داخل المجتمع اللبناني.
الامام الخميني والسيد حسن نصر الله
.
فبسبب طابع وتركيبة حزب الله الدينية، القائمة على فكرة ولاية الفقيه المعاصرة، والتي إستنبطها الإمام الخميني لأجل تشديد الحكم الديني على المسلمين الشيعة في العالم أجمع.. كانت فكرة الحزب إحاطة نفسه برجال دين فكرة مهمة وضرورية. فعلى رأسه منذ تأسيسه حتى اليوم لم يصل الا رجل دين. ويردد العارفون بسياسة الحزب الداخلية انه لا مستقبل لما يعرف بالأمين العام “المدني”. بل يجب ان يكون رجل دين معمم.
كما سلّم حزب الله أكثر المناصب لديه في جميع مؤسساته الى رجال دين، ولو بالإشراف، ليصبغ اي عمل من أعماله السياسية بالصبغة الشرعية، وهو أمر مفروغ منه كون الحزب – رغم انه مؤسسة سياسية – الا انها وبأدبيات هذه المؤسسة لا يمكن النهل الا من المعين الديني الإسلامي بالنسبة إليه.
لكن في مقابل كل هذا الديني السياسي الحزب الالهي كان ثمة طاقم ديني آخر مختلف يقف وقفة مضادة للحزب. وهم معممون لهم مواقفهم التي لا تتطابق تماما مع سياسة الحزب بل قد تصل حد النقيض والخلاف والمناكفة.
وهؤلاء فئات وأنواع. من هذه الفئات:
فئة اولى كانت تعمل ضمن اطار الحزب وانقلبت عليه نتيجة صراعات داخلية وأبرز هؤلاء الأمين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي، والسيد علي الأمين مفتي صور وجبل عامل السابق، والشيخ حسن مشيمش، والشيخ الشهيد النائب خضر طليس، والشيخ زهير كنج..
فئة ثانية لم تنضو ضمن اطار حزب الله، بل ناكفته منذ البدايات وكان ولا يزال لها طابع المناكفات الثقافية الواقعة والتي تصب الحرية والعروبة في إطارهما، وتحت عنوان الاختلاف الفكري، ومن ابرز هؤلاء العلامة السيد محمد حسن الامين والعلامة السيد الراحل هاني فحص..
فئة ثالثة كالشيخ عباس الجوهري(نيو ليبانون)، والسيد ياسر ابراهيم، والشيخ عباس حايك، والشيخ محمد علي الحاج(ربانيون بلا حدود)، والشيخ محمد الحاج حسن(التيارالشيعي الحر)، والشيخ عبد الحسين صادق(إمام مسجد النبطية)، والشيخ حسين اسماعيل، وعدد لا بأس به من رجال الدين الفرادى والذين لا يجمعهم سوى العمل كل ضمن إطاره الخاص لمواجهة التفرد بالرأي داخل الطائفة الشيعية التي يملك زمامها كل من حركة أمل وحزب الله.. وهذه الفئة لا تملك التمويل اللازم لمواجهة حزب الله وحركة أمل ولا السلطة القادرة على فعل شيئ سوى التحرك ضمن الاطار الإعلامي.
فئة رابعة هي السيد محمد علي الحسيني (المجلس الاسلامي العربي) الذي كان عنصرا متفرغا في حزب الله وتحوّل الى رجل دين بعد وساطة من مدير مكتب الولي الفقيه الخامنئي الشيخ أسد قصير الذي فتح له الباب ليكون رجل دين معمم.. حيث قام بعد خلافه مع مسؤوليه في لبنان الى الانفصال وتأسيس المقاومة العربية الاسلامية واعلان الخلاف العلني الذي ادى به الى السجن بعد اتهامات بعلاقات مع (مجاهدي خلق) المعارضة للنظام الايراني.
فئة ثانية لم تنضو ضمن اطار حزب الله، بل ناكفته منذ البدايات وكان ولا يزال لها طابع المناكفات الثقافية الواقعة والتي تصب الحرية والعروبة في إطارهما، وتحت عنوان الاختلاف الفكري، ومن ابرز هؤلاء العلامة السيد محمد حسن الامين والعلامة السيد الراحل هاني فحص..
فئة خامسة هي الشيخ محمد حسين الحاج (المجمع الثقافي الجعفري) الذي يحاول الذي يمسك العصا من الوسط من خلال نسج علاقاته مع كل من طرفي التحالف الشيعي أي أمل وحزب الله مقابل فتح علاقات مع فريقي 14 و8 آذار تحت عنوان “تعارف الاديان” والحوار، علما ان للشيخ محمد حسين الحاج تاريخ طويل في الخلاف مع حزب الله انتهى بهدنة منذ قترة قصيرة.
ولا يمكن القول بأن هؤلاء متفقون فيما بينهم، وان كانوا غير مختلفين. وهم متفقون على الخلاف على سياسة حزب الله بشكل أساس وحركة أمل بشكل ثانوي. ويبقى الامر في صدى تحركهم قدرتهم على جذب الشيعة بشكل عام إليهم.
موقع جنوبية اللبناني