نحن في قلب الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وهذه المنطقة شهدت بعضاً من القصف الأكثر كثافة في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية. نحن نتنقل هنا منذ أسبوع تقريباً وهناك انخفاض كبير في عدد الغارات الجوية منذ وقف الأعمال العدائية.
زرنا بلدة دارة عزة، وهي على مشارف حلب وقال لنا الناس هناك إن غارة جوية سقطت على منزل بعد حوالي ثلاثين ساعة من بدء وقف إطلاق النار. واستطعنا التقاط بعض الفيديوهات لآثار تلك الضربة الجوية.
المثير للاهتمام هو أنك لن تجد أحداً هنا يحتفل بوقف إطلاق النار، وهذا لعدة أسباب.
أولاً، في الفترة السابقة لوقف الأعمال العدائية، ازداد القصف الجوي الروسي بشكل كبير. ثانياً، إن الناس الذين يعيشون في المناطق المعارضة لا يثقون بنظام بشار الأسد، ويصفون وقف الأعمال العدائية بأنه ”حيلة أو خدعة” ليكسب النظام المزيد من الأراضي. ولهذا السبب، العديد من المتحدثين معنا كانوا ضد وقف إطلاق النار في الواقع.
قبل بضعة أيام فقط حضرنا احتجاجاً حيث كان الناس يحملون لافتات تقول “وقف إطلاق النار هو خيانة لشهدائنا” أي من توفي من أجل القضية. كانوا يرددون مراراً وتكراراً: “يجب علينا أن نستمر في القتال” و “يجب علينا أن نتحد.” حتى الإمام في خطبة الجمعة حض أتباعه على عدم الالتزام بوقف إطلاق النار ومواصلة القتال عوضاً عن ذلك.
وأعتقد أن هذا يسلط الضوء على انقطاع أساسي في التواصل بين من يقاتل ويموت هنا على الأرض ومن يناقش اتفاقات خارج البلاد.
cnn بالعربية