إن حياة اللاجئين السوريين في صحراء الأردن تتفاقم يوماً بعد يوم، وتزداد المعاناة عندما تغلق مدن الجوار حدودها في وجه النازحين، لينتظر السوري على الشريط الحدودي وهو غير قادر على العودة.
يقول محمد المحمود أحد سكان مدينة درعا: “لم يكن لدى العديد من السكان الخيار بالبقاء أو الخروج من حي الشيخ مسكين، فغارات النظام وبراميله المتفجرة كانت السبب في تدمير معظم منازل البلدة وتهجير العديد من سكانها فكانت المدن المجاورة هي المنفذ الوحيد للبقاء على قيد الحياة”.
وقالت منظمة “هيومان رايتش ووتش” أن عمان منعت وبشدة دخول السوريين إلى الأردن عبر معابر غير رسمية شرق المملكة منذ مارس الماضي، فيما علق المئات منهم في مناطق صحراوية معزولة على الحدود وخاصة القرى الحدودية مثل “الرمثا” و “المفرق” الأردنيتين، وتحدث قائد حرس الحدود الأردني أن عدد اللاجئين الذين دخلوا الأردن منذ بداية العام الحالي وحتى أغسطس الماضي نحو 680 ألف لاجئ مسجلين كلاجئين بحسب الأمم المتحدة.
يقول أحد المهربين: “تعد قرية “تل شهاب” المدخل الرئيسي للاجئين السوريين، فتلك البلدة تحتضن حالياً نحو 7 آلاف لاجئ يعيشون في ظروف سيئة، وفقد أعلنت قوات الأمن الأردنية عن حصر الدخول إلى أراضيها من مناطق المواجهة لصحراء الرويشد ، وتعد تلك المناطق شريطاً حدودياَ لمحافظة السويداء الخاضعة لسيطرة النظام حيث تكثر فيها حواجز “اللجان الشعبية” والذي يتجنب اللاجئون العبور منها خوفا ً من الإعتقال”.
كما ويعيش السكان في تلك المنطقة ظروفاً معيشية صعبة منها النقص الحاد في الأغذية والأدوية بالإضافة لانتشار الأمراض وبكثرة بين السكان نتيجة السكن الجماعي في المدارس والمزارع، وذكرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” قبل أيام أن أكثر من 12 ألف لاجئ سوري يسكنون في الخيام في صحراء الأردن وقد تم التقاط صور بواسطة الأقمار الصناعية تظهر ظروفهم المأساوية الصعبة، وأن الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر 175 خيمة في وادي الركبان و68 في “الحدلات” ما يعني وجود مئات البشر هناك.
ورداَ على ذلك أكد مصدر عسكري أردني في حديث “للجزيرة نت” أن السلطات الأردنية قررت منع دخول اللاجئين من مناطق محافظة درعا لدواع أمنية، وأنه جرى تحويل اللاجئين إلى نقاط جديدة في شرقي المملكة مواجهة لمناطق رباع السرحان والرويشد في البادية الشمالية الشرقية للأردن.
وقال “نديم حوري” مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة “أن الأردن بذل الكثير لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين، لكن هذا ليس عذرا للتخلي عن الوافدين الجدد وتركهم في المناطق الحدودية النائية لأسابيع دون توفير الحماية الفعالة والسماح لوكالات الاغاثة بتقديم المعونات بشكل منتظم”.
المركز الصحفي السوري ـ سائر الإدلبي