” إرادتنا على الصمود لن تنكسر، و رغم جراحنا و آلامنا و أرواح شهدائنا الزكية مازلنا نحلم بنصر يلوح بسماء سوريا الحرة “.
عبارات يرددها السوريون كل يوم مع إشراقة فجر كل يوم، فلا يكاد يخلو بيت سوري من الألم و المعاناة، إذ لونت الحرب حياتهم بالحزن والشقاء إلا أنهم لازالوا رمزا للتفاؤل و لمقاومة من يحاول قهرهم و المساس بكرامتهم السورية.
كان للحرب في سوريا تأثير سلبي واضح على حياة السوريين النفسية والاجتماعية والمعيشية، إذ خيم الفقر حياتهم و دفعهم للبحث عن وسائل بديلة تضمن لهم البقاء من وحي الحاجة و من الموجود.
استغل السوريون كل ما توفر لهم للاستفادة منه، حتى مخلفات الحرب والقصف وسط الركام و الدمار كانت سبيلا و ملاذا لبعض الفقراء علهم يجدون ما يسد رمقهم ويعينهم على الحياة، وحسب إحصائيات الإسكوا فإن أكثر من 18 مليون سوري تحت خط الفقر الأعلى وأكثر من 4 ملايين سوري هم تحت خط الفقر الغذائي .
يروي لنا غيث من الدفاع المدني في مدينة ادلب ما شاهده:” بعد المجزرة التي تعرضت لها مدينة ادلب بفعل القصف الروسي و الذي أودى بحياة أكثر من 65 شهيدا بالإضافة إلى 160 جريحا، وبينما كنت أمارس عملي في إنقاذ من كان تحت الركام، فوجئت بأشخاص يحملون أكياسا ويجمعون فيها قطع الخشب المتكسرة و الملقاة هنا وهناك لاستعمالها في التدفئة، و آخرون يجمعون قطعا من الحديد لبيعها في سوق الخردوات، تساءلت في نفسي ماذا فعلت بنا الحرب ؟؟”.
بات هذا الأمر اعتياديا عند السوريين بعد كل قصف يطال الأبنية، إذ أصبح مصدر رزق البعض، حيث يقومون بجمع الحديد من القذائف والصواريخ التي تتسبب بقتلهم لإعادة خرطها و تصنيعها من جديد، فضلا عن جمع بقايا الألواح الزجاجية المتكسرة من النوافذ و الأبواب لصهرها و إعادة تدويرها.
” الحاجة أم الاختراع” شعار تغنت به الأزمة السورية، إذ أظهرت صورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي مدفأة تم تصنيعها من صاروخ طائرة كبديل عن المدافئ الجاهزة، إذ وصل سعر أقلها جودة ل 10 آلاف ليرة سورية، فكانت حلا بديلا يحمل روح الفكاهة .
رغم استفادة السوريين من مخلفات الحرب هناك بعض المضار منها، أبو ماهر من ريف ادلب يقول :” كان ابني يجمع بعض الحديد والخشب من مخلفات القصف، و أثناء البحث انفجرت به قنبلة عنقودية و تسببت بمقتله، لو كان الفقر رجلا لقتلته “.
يعرضون حياتهم للخطر و يواجهون الصعاب ليبقوا على قيد الحياة ولمحاربة الفقر و الجوع، من صميم معاناتهم ينبع الأمل و تنبض الحياة متمسكين بأرضهم ووطنهم بعد محاولات قوات النظام المدعومة بالصديقة روسيا قهرهم و إضعاف إرادتهم و إذلالهم إلا أنهم لازالوا يرددون شعار ثورتهم الصامدة “سوف نبقى هنا “.
سماح خالد
المركز الصحفي السوري