المركز الصحفي السوري – عاصم الإدلبي
تحاول موسكو من خلال مؤتمر “موسكو2” الذي يعقد حالياً أن تجمع أطراف الأزمة السورية على طاولة واحدة، هذه الطاولة التي تضم وفدي النظام والمعارضة التي تراها موسكو “وطنية” وفق تعبيرها المطابق لتعبير النظام وذلك من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس.
يجلس الآن الوفدان المجتمعان على طاولة واحدة لمناقشة سبل حل الأزمة وإيصال البلاد لبر الأمان على حد تعبيرهم، سيتم مناقشة الورقة التي تقدم بها النظام والتي نصت وفق ما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية على “دعوة المجتمع الدولي لممارسة الضغوط الجادة والفورية على كافة الأطراف العربية والدولية من قطر والسعودية وتركيا وغيرها لوقف ما تقوم به من دعم “للإرهاب”، ودعوة المجتمع الدولي للرفع الفوري والكامل لكافة العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، إضافة إلى تسوية الأزمة السورية على أساس توافقي انطلاقا من مبادئ بيان جنيف الصادر عام 2012 ووجوب استناد حامل أي تسوية سياسية إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية”، كما تنص ورقة الأسد أيضا على أن أسس العملية السياسية تكمن في المحددات التالية: “الحفاظ على السيادة السورية ووحدة سورية أرضا وشعبا وأن إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق وتعزيز المصالحات الوطنية ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في مكافحة ما يسميه النظام “الإٍرهاب”.
في حين كانت ما يسمى بـ “معارضة الداخل ” قد اجتمعت على مدى ثلاثة أيام و خرجت بورقة توافقية مكونة من 11 بنداً منها تقديم قوائم بأسماء 8884 معتقلاً لمبادلتهم مع النظام ضمن المفاوضات، لكن رئيس وفد النظام بشار الجعفري رفض استلام القوائم وذلك حسب تصريح لـ سمير العيطة العضو في وفد المعارضة المجتمعة في موسكو، كما صرح محمد رحال رئيس المؤتمر الوطني السوري الأول لوكالة الأناضول أن وفد النظام لم يكن جاداً ما استدعى انسحابهم من الاجتماع وعدم عقد المؤتمر الصحفي المقرر اليوم، كما أشار محمد رحال أن بشار الجعفري، أظهر ضمن الأوراق والوثائق التي كان يحملها، صورة له وهو يحمل سلاحاً. كما أظهر الجعفري وثائق قال إنها تثبت أن النظام قدم أسلحة وأموالاً لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، ثم توجه إلى أعضاء وفد المعارضة بالقول “بإمكانكم أن تأخذوها وتصوروها”.
يأتي انعقاد مؤتمر موسكو الذي غاب عنه الإئتلاف السوري المعارض في وقت صرحت فيه موسكو على لسان السفير الروسي الجديد إلى سوريا ألكسندر كينشاك” أن روسيا ستستمر بإمداد سوريا بما يلزمها لتأمين القدرات الدفاعية للجيش السوري الذي يحارب ما يسمى الإرهاب الدولي، انطلاقاً من واجب روسيا كحليف يقف في الخندق مع السوريين، على حد تعبيره”، لكنها في الوقت نفسه تسعى لحل سياسي للأزمة السورية على أساس جنيف1 الذي عقد في 2012 وبما يضمن “محاربة الإرهاب”.
يبدو أن لا أفق واضحاً لحل الأزمة السورية مع إصرار النظام على موقفه وعدم قبوله مناقشة بنود جنيف1 الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية في البلاد تستمر لفترة يتفق عليها الطرفان وبعدها يتم إجراء انتخابات رئاسية ، لكن وفد النظام مصر على عدم مناقشة هيئة الحكم الانتقالي قبل مناقشة مكافحة “الإرهاب” على حد تعبيره، وهذا ما دأب على ترديده في مؤتمر جنيف2 الذي عقد برعاية الأمم المتحدة وبحضور المبعوث الدولي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في 22 من فبراير عام 2014 والذي انتهى بالفشل وعدم التوصل إلى أي صيغة بناءة للحل، وعدم وجود ضغوط فعلية من قبل روسيا على حليفها الأسد لتقديم تنازلات في مقابل إيجاد حل لهذه الأزمة.
حاول المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا السويدي ستيفان دي ميستورا إيجاد حلول جزئية للأزمة تعتمد على إيقاف القتال في بعض المناطق دون أخرى، لكن مبادرته التي نصت على “تجميد القتال” في مدينة حلب لم تلق قبولاً عند أطراف المعارضة السياسية والعسكرية واعتبرت فرصة للنظام لنقل قواته إلى أماكن أكثر سخونة كــ إدلب ودرعا، ما جعل المبادرة تفشل قبل ولادتها
اجتمع اليوم وفد من الإئتلاف مع وفد يمثل المبعوث الدولي دي مستورا واتفقا على دفع عملية الحل السياسي قدماً وعلى أساس مقررات جنيف 1 ،كما طالب الإئتلاف الوطني السوري وفد دي مستورا إدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الذي عانى كثيراً من ويلات الحرب، وأوضح مكتبي لوفد دي مستورا أن حرب نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية على الشعب السوري أدت إلى تفاقم المعاناة، وتضاعف عدد المحاصرين في سورية.
الوضع في سوريا يزداد تعقيداً على المستوى الميداني و السياسي، يضاف إلى ذلك غياب الإرادة الدولية الجادة ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية في إيقاف حمام الدم السوري، وترك الشعب السوري لمصيره مع نظام الأسد الذي أباد البشر والحجر.
المركز الصحفي السوري