حمل أبي “عبد الرحمن” من مدينة إدلب أكياسا ممتلئة بمختلف أصناف الحلويات والفواكه، ورغم ثقل تلك الأكياس إلا أن فرحته بالتسوق الخالي من استهداف الطيران جعله يمارس عادته الرمضانية بابتسامة لطالما تشوق لعودتها.
بدأ شهر رمضان هذا العام تزامناً مع دخول الهدنة حيز التنفيذ، ما شجع الأهالي في مدينة إدلب وريفها لممارسة الطقوس الرمضانية، وخاصة عودة المدنيين إلى الشارع بعد غياب، لتشهد تلك الأسواق ازدحاماً بعد سنوات من القصف والخوف والتشرد واستهداف الأسواق والمدنيين.
“أم عماد” من ريف إدلب تعبر عن سعادتها بتوقف القصف وتقول ” لرمضان هذا العام بهجة تذكرنا بالأيام الماضية، فقد حرمنا من عيش طقوس الشهر الفضيل والتسوق له بسبب الحرب والخوف.. مع أننا نفتقد أحبة كثر بالتشريد والقتل إلا أننا استطعنا التنفس ولو قيلاَ بعد توقف القصف الهمجي”.
كما أن الجديد هذه المرة مشاركة المهجرين من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام إلى إدلب العز (كما يسميها أهلها نتيجة صمودها المشهود لها)، مشاركة لنازحي أهالي ريف دمشق وحمص والجارة حلب لتحضيرات شهر الصوم.
“أم جميل” من مهجري المعضمية تخبرنا “رغم أن الأسعار لا تزال مرتفعة، إلا أن ذلك لا يمنع من اكتظاظ الأسواق بالناس، حيث الحركة الشرائية النشطة، وإن كنت أتمنى أن أقضي رمضان مع أبي وأمي في بيتي ومنطقتي التي هجرنا منها غصباً”.
وكون مدينة إدلب، مدينة زراعية باتت سوقاً رائجاً لتصريف الخضراوات والمنتجات الحيوانية والمحاصيل الموسمية التي زادت في دخل الأهالي مساهمة في تخطيهم جزء من أعبائهم الاقتصادية الي فرضتها الحرب السورية.
“أبو سليم” من ريف المدينة حدثنا بروحه المرحة قائلاً “ياريت تدوم هالهدنة على طول ونرتاح من صوت الطيارة يلي بتخلينا نركض يمين وشمال مع بسطة الفواكه محتارين كيف بدنا نبعد عن أماكن التجمع.. هي أول سنة من بداية الحرب بنعيش حالة استقرار وبتبدا حياتنا الاقتصادية تنتعش.. آه مارح ننسى مجزرة السوق يلي ارتكبها طيران النظام قبل العيد بيومين”.
ويكشف لنا جاره الذي يملك مخزناً كبيراً للمواد الغذائية” في الآونة الأخيرة زاد عدد الزبائن كما أصبحنا نشاهد العديد من الوجوه الغريبة القادمة إلى إدلب كونها مستقرة نسبياً أغلبيتهم نازحين ومهجرين ولديهم رغبة قوية لشراء السلع التي نحرص على تأمينها من المناطق الحدودية (سرمدا)والمتوفرة بكثرة”.
كما وعادت التظاهرات للريف فقد وجدوا فرصة ليسمعوا صوتهم للعالم، وليقولوا مجدداً…الثورة مستمرة.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد